السيد الرئيس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لجلسات الحوار الوطني

 

أيتها الأخوات أيها الإخوة في شطري الوطن العزيز في الضفة الغربية وقطاع غزة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالأمس سقط أربعة شهداء نتيجة اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة رام الله، وكذلك سقط معهم عشرات الجرحى وأول أمس دخلت القوات الإسرائيلية إلى رام الله لتعتقل عدداً من الإخوة المناضلين، وأول أول أمس اقتحموا جنين وقتلوا ودمروا واعتقلوا، وقبل ذلك في نابلس وقبل ذلك في طوباس وطولكرم، إذاً المسلسل قائم دائم مستمر، الاجتياحات يومياً لكل مدننا، لا حرمة لأحد، كذلك الصواريخ تنهال يومياً بل كل دقيقة بل كل ساعة على قطاع غزة، وزاد الطين بلة الاقتتال الداخلي الفلسطيني الفلسطيني، رحم الله الشهداء، ورحم الله أبو عمار، الذي جاء يودعه الشهداء من عند قبره، وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل، وأتمنى لمن اعتقلوا أن يعودوا إلى أهلهم، ولكن أريد أن أسأل بعد كل هذه المصائب التي نواجهها هذه الأيام من الاعتقالات إلى القتل إلى الاقتحامات إلى الصواريخ إلى الاقتتال الداخلي إلى الجوع إلى الفقر إلى الضنك.

نحن نعرف ماذا يواجهنا ونحن نعرف ماذا نريد ليس ما لا نريد، نحن علينا أن نعرف ما نريد وليس ما لا نريد، يعني لا يجب أن نقول نرفض نرفض نرفض سهلة نقبل نقبل نقبل، ماذا إذا وصلنا إلى هذا، أعتقد أنه بإمكاننا أن نضع قطارنا على سكة المستقبل المزهر لشعبنا على السكة التي تخرج شعبنا بها بواسطتها من هذه الغمة من هذه المأساة من هذه المصيبة والمصائب التي يعيشها هذا الشعب.

إذاً لسنا بحاجة إلى براهين لسنا بحاجة إلى أسانيد لسنا بحاجة إلى من يقنعنا أننا اليوم علينا أن نتفق اليوم قبل غدٍ وأمس قبل اليوم، وما هذا الحشد وما هذا الاهتمام وما هذا الشعور بالمسؤولية من الجميع من جميع فئات الشعب منظمات وتنظيمات، ومجتمع مدني وغير ذلك الكل يستشعر الخطر الخطر وصل لكل بيت، وأصبح مشروعنا الوطني في خطر شديد، هل نحتاج إلى وقت طويل لنتحاور؟ لا أعرف لا شك أن الحوار بيننا مهم، والسبب أننا مختلفون، والدليل على ذلك أننا منذ قبل انطلاقة ثورة فتح كنا نتحاور، هل ننطلق أو لا ننطلق؟ هل الوضع السياسي صحيح أو غير صحيح، وعندما توافق الجميع انطلقت الثورة وأصبحت هذه الفصائل الموجودة إلى الآن على الساحة الفلسطينية إذاً الحوار مهم لكن شريطة أن يخلص إلى نتيجة، أن يؤدي إلى غرض أن نشعر أننا مع بعضنا البعض لا يمكن لعقولنا أن تتوحد ولأفكارنا أن تتوحد نحن من مختلف المشارف بيننا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وما بينهما يجمعنا شيء واحد هدف واحد هو الوطن، هذا الوطن كيف نحميه، كيف نحمي هذا المركب حتى لا يغرق، لأنه عندما يغرق الكل يغرق ومن هنا كنا دائماً وأبداً نبحث عن القواسم المشتركة، سواء في القضايا السياسية أو القضايا العسكرية، وكثيراً ما كنا ما نقدم مبادرات مهمة للعالم لنتواءم مع العالم، أول ما طرحنا في عام 1968 الدولة الديمقراطية الفلسطينية، التي نسمع أنها تطرح هذه الأيام وكانت قنبلة وهزت العنصريين في كل مكان، ولكنهم رفضوها ثم جاء بعد ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية بالنقاط العشرة وأيضاً وضعت أساساً سياسياً عقلانياً لما نريد لا يجوز أن نقول دائماً ما لا نريد فليسقط فليسقط فليسقط لا نقبل لا نقبل لانقبل، أنت مقاتل ولك هدف وبندقيتنا بهدف، لأنه عندما نكون بلا هدف نكون قطاع طرق بهدف سياسي، إذاً علينا أن نصل إلى هذا الهدف السياسي برؤى وبالحوار، لأننا كلنا معروف لسنا متفقين لا بالأفكار ولا بالأيدلوجية ولا بالعقائد ولا بالمواقف ولا بالمرجعيات، ولكن هناك حد أدنى يجب علينا أن نتفق عليه لنسير بما يسمى ببرنامج الإجماع الوطني برنامج الحد الأدنى، سمه ما شئت، لكن التزم به، وهو لن يعطيك ولا مرة كل قناعاتك ولا يعطي غيرك كل قناعاته، ولكن يعطيكم جميعاً بعضاً من قناعاتكم، التي من خلالها يمكن أن تتعايشوا بعضكم مع بعض، إذاً موضوع الحوار كان للقضايا السياسية، في عام 1974 طرحنا في المجلس الوطني فكرة السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي عام 1988 طرحنا برنامج الإجماع الوطني الذي قلنا فيه إعلان الاستقلال، وقلنا فيه التواؤم مع الشرعية الدولية ليس سراً، وقوبل هذا الكلام بهجمة دولية إيجابية، وجرى اعتراف بالدولة الفلسطينية في ذلك الوقت من أكثر من مئة دولة مباشرة، ومعظم الدول العربية الدول العربية، بمعنى أن الدول العربية كانت تنتظر هكذا موقف عقلاني حتى تستطيع أن تنسجم معه، حتى تستطيع أن تدفع بالقضية إلى الأمام لأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً من أجل القضية وأصحابها غير موافقين.

في عام 1981 طرح الأمير فهد برنامجاً، رفض فسحبه، في 1982 قبل على استحياء وقتل بعد يومين وانتهى، المهم ماذا يريد الفلسطينيون، في عام 1988 وصلنا إلى هذا الإجماع الوطني، وسرنا وراء ذلك بالمفاوضات وما بعد المفاوضات، وقد تعجب البعض ولا تعجب البعض، وصلنا إلى هذا المكامن بفضل هذه الجهود التي بذلت وهذه الاتفاقات التي وقعت منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، ولا ما الذي كان يمكن أن يجمع هنا المجلس التشريعي الفلسطيني، والمجلس الوطني الفلسطيني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقادة الفصائل الذين كانوا فيما مضى، كنا جميعاً فيما مضى محرومين من هذا الوطن، إذاً هذه الأشياء أدت إلى هذه النتيجة ومن خلال الحوار لا يستأثر أحد برأي أو بموقف دون الآخر، وكذلك كان يحصل هذا في القضايا والخلافات العسكرية، وكانت هناك حروب في لبنان، لكن كان أبو عمار -رحمه الله- يرفع شعار غابة البنادق أو ديمقراطية غابة البنادق، بمعنى عندما يصل الاحتكام للسلاح نتوقف، علينا أن نفعل هذا في وطننا، لا يجوز أن يتم الاحتكام للسلاح، لأن الدم الفلسطيني كما قال رئيس الوزراء محرم، دم المؤمن محرم على أخيه، كما ماله، كما عرضه، فهذا محرم، فكيف لنا أن نقتتل وأن نوجه المعارك للداخل ونحن نواجه معركة حقيقية، معركة حصار، معركة جدار، معركة استيطان، معركة تجويع، معركة تهويد، وغير ذلك، لماذا نلتفت إلى الداخل أو ننكفئ على الداخل على أنفسنا، ونقول هذا فعل وهذا لم يفعل ، وطخو يا أخي هل من السهل أن يقتله.

وأنا مع أخي عزيز، عندما تحدث عن الفضائيات عندما ندخل في معركة ضد بعضنا معركة لا أريد أن استعمل كلمة قذرة وإنما أقول معركة شرسة، وهذا لا يجوز المعركة ليست هنا الحصار ليس هنا التجويع ليس من هنا، فلنبحث عن الأسباب والمسببات ونتعامل جميعاً معها بقلب رجل واحد، نقول حكومة ورئاسة وصلاحيات أنا بقلكم بصراحة أي صلاحيات للحكومة تتطابق مع القانون الأساسي والنظام أقدم عليها ولا أقبل تجاوزها، وأنا رجل عندي فهم بالقانون لا أدعي أنني قانوني، لكن أفهم بالقانون وأفهم الحق من الباطل والحلال من الحرام، ولا أقبل على نفسي باطلاً أوحراماً، لكن بالحوار نتحدث مع بعض، لأنه عندما يصبح حوارنا بالعلن لا يعود حواراً، يصبح أي كلام أي كلام، وبالتالي نحن علينا أن نختلف، نحن سنختلف نحن مختلفون في كثير من القضايا، وجهة نظرنا، رؤيتنا، الزاوية التي نرى بها الأشياء، قد تكون مختلفة، كيف نوحد الزوايا هو يا بنطخوا يا بنكسر مخه، في حل وسط، نقعد نحكي نتفاهم، إذاً هذا هو الأساس في كل العلاقة، وبالتالي عندما ننظر لهذا الموضوع من هذه الزاوية تصبح الأمور سهلة وفي غاية الهدوء، لأنه كلنا ما هي مصلحتنا ما هي مصلحة أي واحد فينا، وأنا سأعود بعد لحظة على الأسرى وأقول: ما هي مصلحتهم الحقيقية الآنية والدنيوية من هذا الكلام، ولا شيء، لكنهم ينظرون إليكم وإلى المستقبل وإلى أبنائنا، ونكمل هذا فيما بعد، فإذاً هذه القضية مسألة الحوار مسألة مهمة جداً، ولكن الحوار من أجل الحوار مضيعة للوقت والمصلحة العليا.

كما قلتم وقال الإخوة: بدأنا نحن الانتخابات الديمقراطية، التي أيدنا العالم جميعاً عليها، بؤرة ضوء مهمة، الكل يقول أنتم أحسنتم صنعاً فعلتم شيئاً، وأنتم تحت الاحتلال لم يصنعه كثير من دول العالم وهي حرة، لا بد من التزوير لابد من أن هذا ينجح وهذا يفشل، إحنا ولا غلطة، لم تحصل في السويد، وكنا سعداء بهذا على الرغم من العراقيل والضغوط لتعطيل لتأجيل لتخريب، لن نؤخر لم نعطل، وقلت ممكن أن تتأخر الانتخابات لسبب واحد إذا مت قبلها لغاية ما تلاقوا مرجعية تكون تأجلت، وغير هذا لا يمكن.

وكان موضوع القدس على مفارق بالنسبة لي، هذا الموضوع كنت لا أتسامح به إطلاقاً لا أقبل به إطلاقاً، وقلت للحظة الأخيرة لهذا السبب بالذات أنا بأجل الانتخابات، سمحوا فما أجلنا، فهي لم تكن عذراً ولم تكن ذريعة، وأنا لا أريد اتخاذ القدس ذريعة، لا القدس صار بها انتخابات، القدس عاصمة دولة فلسطين لن نتنازل عنها.

وإذا أردنا أن نتكلم عن الثوابت، أقول بصراحة: نحن نريد دولة مستقلة متصلة قابلة للحياة في حدود 67.

ونريد كما ورد في خطة خارطة الطريق وفي مبادرة الرئيس بوش، إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 67، ونريد حلاً عادلاً متفقاً عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194، وهذه واردة، وبالتالي عندما نتحدث عن الشرعية الدولية، نقول هذه ثوابتنا، لا نخفي شيئاً، لأنه نحن لا نتكلم سراً، لسنا حركة سرية، إحنا عم نتكلم مع العالم مع المجتمع ومع المجتمع الدولي مع من هو صديق ومن هو غير صديق.

أنا ما بغلط، جرت الانتخابات، جرى نقل السلطة بسلاسة، أفرحت الكثيرين وأغضبت البعض، ومررنا، ولكننا واجهنا حصارين، حصاراً سياسياً نحن كنا نواجهه في عهد المرحوم أبو عمار، أبو عمار ممنوع يغادر هذه الغرفة اللي بجانبنا، واستمر الوضع كما هو، وأبو عمار ليس شريكاً فإذاً افعلوا ما شئتم، غائباً عن ساحة القرار، هناك دون أن نذكر اسم ومن يريد أن يلعب في هذا الملعب لعب، ووصلوا إلى قناعة أن لا شريك فلسطيني، تعالوا نشتغل لحالنا وأن ما يقوم أن نقوم به نقوم به، وهذا الاستيطان قائم لا مجال للحديث عنه، ومشكلة اللاجئين أصبحت مسألة غير واضحة، قرر مصيرنا عنا، كل شعوب العالم بتقرر مصيرها بنفسها، إحنا حد يقرر لنا مصيرنا.

فالحصار السياسي موجود كيف نفكه، لا نحن شريك، وشريك حقيقي، ونحن ملتزمون أكثر من غيرنا بالشرعية الدولية، بدليل أنه ليس لدينا أي تحفظ على خطة خارطة الطريق، طبعاً هذا ليس عفة، ولكنه واقع، طبعاً ممكن نلاقي مليون ثغرة هذه الفاصلة مش نافعة وهذه الكلمة مش مناسبة وهذا إذاً وإذ، لا أعرف ماذا أقول لهم رفضنا، تستطيع ان تخترع مليون مشكلة، خلاصة الموقف نحن نطلب 22% من فلسطين يقول لا 11% انظروا ، ولك يا أخي "رضينا في البين والبين ما رضي فينا".

الحصار السياسي موجود، لكن جاء حصار اقتصادي لن ندفع لحكومة حماس، هذه مش عارف ماذا ، طيب مالها، لهذه الحكومة ما بندفع، الرواتب والوزارات والعالم كله من خلال الحكومة، قال بعضهم تتولى الرئاسة المسؤولية، قلت لهم عال بختصر الحكومة كلها في مكتب، ولا كان لشو الحكومة قاعدة بنقلعهم وخلص، ما هذا الكلام لن نقبل ولن نوافق على مثل هذا الإجراء، ولكن في سؤال في أموال عربية وصلت عند الإخوان، يشهد الله عمرو موسى قلقان منها، بده يخلصها، يريد أن يرسلها، مرة يتصل ليسأل ماذا نعمل، لكن وصل، ولكنه غير قادر أن يوصل، لكن لماذا الأموال العربية لا تصل إلينا، نحن ممكن نقول ونريح رأسنا وما في أسهل من هيك شغلة، هناك مؤامرة قذرة ضدنا وخلينا ننام لتفك المؤامرة، أو في وضع بدنا نتعامل معه لماذا أموال العرب لا تأتي إلينا وهي موجودة في الجامعة العربية.

إذاً من هنا يجب أن نفكر كيف نتعامل مع الواقع، كيف نتعامل مع أشقائنا، أشقاؤنا الذين نقول إنهم مظلة وإنهم سند وإنهم الحضن الدافئ وإنهم..

طيب اسمع مني شو المطلوب، فإذن أنا لست مع كل شيء اسمه مؤامرة، لأن قضية المؤامرة لا تصلح، لأن كل إنسان يريد يخلص من هم أو قضية يقول مؤامرة عالمية صهيونية بكبر الحجر المعادية للشعوب ، وينسى حاضر وينسى أساس المشكلة، في عندنا مشكلة، لماذا في حصار، البنوك متآمرة أي هي البنوك يتآمر، هذا لا يليق، في شغل في قضية نفكر فيها بجد ونتعامل مع العالم بجد، بما لا يجعلنا نتنازل كما قال الأخ إسماعيل هنية عن الثوابت، لكن لحسن تكون الثوابت التي يتحدث عنها غير التي أنا بحكي عنها، إنما على الأقل في إجماع وطني من حماس إلى الحزب الشيوعي أن بدنا دولة فلسطينية في حدود 67 وبدنا نقول مثل الذي قال بدنا مصر والسودان ولندن إن أمكن هذا الذي نستطيع فعله الآن، هذا الذي أعطي لنا الآن وما نتكلمش بالأحلام وبالضباب، ونحن نعرف هذا الموضوع العرب والعجم والشرق والغرب لقد كان اندريه غروميكو،وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق، وهو كما يقول إخوانا اليساريون حليفنا الإستراتيجي طبعاً لا حليف ولا شيء لأنه مستحيل يكون غروميكو حليف ما هذا طيب هذا كان يقلنا يا إخوانا احضروا لي الاعتراف، هذا ليس قرآن، القرآن بس صالح لكل زمان ومكان، هذا مش صالح وبالتالي أحضروا لي اليوم هذا مين حليفنا الإستراتيجي الذي يملك 33 ألف رأس نووي والذي يعني بده يوقف معنا.

إذاً العالم هكذا في 67 مشكلة اللاجئين مشكلة حقيقية، ووضعناها على جدول أعمال في منتهى الذكاء ووضعنا لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي القرار 194 الذي لم يقرأه الكثيرون ويرفضونه أو يقبلونه دون قراءة كالعادة، ومن رأيي أنه قرار ثمين وهو أثمن من قرار 242، وهو يوضح مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ويقول التعويض على من لا يرغب في العودة، إذاً في الأساس العودة وبالتالي الأساس القانوني وضع وعندما نقول حدود 67 لا يوجد مستوطنات وأنا ضد كل حجر يبنى على أرضنا بعد 67 منذ ذلك التاريخ.

نحن نعيش الآن ظروفاً صعبة وشعبنا خاوي البطون لقد شبعنا شعارات فالبطون لا تملأ بالشعارات البطون جائعة والجيوش لا تزحف على بطونها، الآن نحن ليس جيوشاً، نحن شعب يوجد فيه نساء وأطفال يريدون أن يشربوا الحليب، في احدى المرات رأيت مواطناً يقول: أنا ممكن أخون، وأبيع معلومات وممكن أبيع بندقيتي، لأن ابني ليس لديه دواءً.

لكن أنا لا بعمل هذه ولا تلك، أنا أبيع كليتي، من اجل ابني.

علينا أن نعرف حاجات هذا الشعب، وأن نستشف حاجات هذا الشعب نحن مش طبقات فوق وفي أناس تحت، لا نحن الذين طلعونا هؤلاء الذين تحت، إذا ما اعتنيا بهم.

الآن الذي حاصل أنه لا زال الحديث عن الدولة ذات الحدود المؤقتة، وأنا أحب أن أقول كلمة عنها، ونحن قبلنا خطة خارطة الطريق الموجود بها، دولة ذات حدود مؤقتة مش دولة مؤقتة، النص هكذا وأنا في حديثي مع السيدة وزيرة الخارجية الإسرائيلي فتحت هذا الموضوع، وقالت لي أنا أعرف أنك لا تحب البند الثاني من خطة خارطة الطريق، قلت لها أنا بحب كل الخطة.

لا أنا أحب الله والرسول والملائكة وبني البشر، ما عندي كراهية، لكن هذا البند أنا ليس قصة أحبه أو أكرهه، هذا البند جاء خياراً، بمعنى انتم وضعتم خطة خارطة الطريق وأنتم عليكم أن تعملوا كذا وكذا.

لكن بهذا الموضوع نقول ويمكنكم أن تقبلوا أو ترفضوا هذا، أنا رفضت هذا باختصار شديد، في علينا حق، لكن إلى الآن يا إخواني القضية ينظر لها على أنها قضية إنسانية، وبالتالي لازالت الدول المانحة تتحدث عن بعض الأدوية.

ما أريد أن أقوله: اتفاق القاهرة النص الخاص بمنظمة التحرير، وأرجو أن تعودوا إليه يقول: لا بد من تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لتستوعب باقي الفصائل بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، يعني هي ممثل الآن وممثل أمس وغداً، استوعبت أو لم تستوعب، لكن الاستيعاب ضروري لأنه نحن كنا دائماً في كل مجلس وطني نؤرخ تنظيمات، يطلع التنظيم نقول له تفضل اعترفنا بكم، نقول والله ليس لدينا مانع.

يجب على كل الاتحادات الشعبية وأماكن تواجد الشعب الفلسطيني بالأرجنتين والبرازيل وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأستراليا موجود بالمجلس الوطني الاتحادات بكل أنواعها الفصائل بكل أنواعها، فكيف عندما يأتي فصيل مثل حماس والجهاد يقول والله أنتم يا أخوان لم تستكملوا الأوراق الثبوتية أذهبوا واحضروا لنا بعض طوابع.

هذا الحوار يجب أن يستمر سواء هذا الحوار دون أن يؤثر عليه هذا الحوار، يجب أن يسيرا بالتوازي جنباً إلى جنب، لأن كلا الحوارين مهمان، هذا الحوار مهم والآخر مهم للتعاطي مع همومنا الداخلية التي يجب أن نخرج منها، وفي نفس الوقت واللحظة يجب ألا يتأخر الحوار بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حتى نستكمل بناءها، وإن كانت موجودة تتمتع بالشرعية الكاملة، ولها الوصاية الكاملة علينا، سواء كنت رئيساً للمجلس التنفيذي أو لم أكن، عندما كان أبو عمار كانت نفس الشيء، عندما كان الشقيري -الله يرحمه- نفس الشيء، عندما كان حمودة.

المنظمة بيتنا الذي يجب علينا أن نحافظ عليه ونحميه بعيوننا وبعقولنا وكل ما نملك من إمكانات.

أولاً إنني أوجه التحية والتقدير لرئيس المجلس التشريعي والمجلس الوطني، لكن الذي بادر هو المجلس التشريعي- على مبادرته الثمينة القيمة التي استشعر الخطر. وقال: تعالوا نتنادى لنواجه ما يواجهنا من مشاكل ومن عقبات، وأحيي كل من تقدم بمبادرات، وهم كثر من القطاع الخاص والتنظيمات بشكل عام، وكلهم عندما يبادرون إلى وضع مبادرة هذا يعني الإحساس بالمسؤولية ولكن كل الاحترام وكل التقدير لمن لا يعيشون معنا لمن ليست لديهم همومنا اليومية وقد لا تكون لهم هموم بكرة وبعد بكرة، لأنهم محكومون بمئات السنين، وأرجو الله أن يكون أملهم قوي بالعودة والخروج، ويجب علينا أن نعمل بكل الوسائل حتى نخرج هؤلاء الأبطال، هؤلاء تنادوا في كل السجون وتنادوا من كل الفصائل، وكتبوا هذه الوثيقة، أنا أعتقد أن لديهم من الشفافية وبعد الرؤية والانطلاق الروحي صراحة أكثر منا جميعاً.

لأنهم ترفعوا عن الفصائلية والحزبية وقضايانا اليومية، ويشعرون بنفس الشعور وبنفس الألم، وليست لديهم أمور راهنة، ليس لهم مصالح، يعني بصراحة هم أناس الله متى يخرجون من السجون، نحن بمنتهى الصعوبة وحوار طويل عريض مع السيد شارون أفرجنا عن أبو السكر، وبعده لم يفرج عن أحد بعده.

علماً بأنه يوجد مئات أبو السكر داخل السجون، هناك بداخلها عشرة آلاف، منهم مروان البرغوثي والنتشة.

وأنا أقول أن تلك المبادرة قمة القمم وقمة المسؤولية الوطنية لأناس يقبعون خلف القضبان، لا مصالح راهنة ولا مصالح آنية ولا مصالح حزبية لأحد، بدليل جلسوا كلهم مع بعض وخرجوا بهذا الإنجاز الذي برأيي عظيم، ومن هنا أقول يا إخوان الحوار من أجل الحوار مضيعة للوقت، وأظن أن وقتنا ليس مريحاً جداً وليس لدينا وقت.

وليس لدينا إمكانية، والعربة تتدهور، وكرة الثلج تكبر وتنزل في الواد، ومستقبل قضيتنا كله على كف عفريت.

سألجأ إلى استفتاء شعبي خلال 40 يوماً على وثيقة الوفاق الوطني، التي أطلقها المعتقلون من داخل السجون الإسرائيلية ليقول الشعب كلمته، في حال لم يتم التوصل الى اتفاق خلال عشرة أيام.

الوضع الراهن لا يحتمل، وأنا سأطرح هذه الوثيقة على استفتاء شعبي، وإن هذا ليس تهديداً، ولكن ليقول الشعب كلمته، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال عشرة أيام.

 

المصدر: وفا 25-5-2006


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
27/02/2007 12:48 م