كلمة الرئيس عباس في الذكرى الواحدة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا

صدق الله العظيم

يا أبناء شعبنا العظيم في الوطن والشتات

 أيتها الأخوات،

أيها الإخوة

يصادف اليوم الأول من كل عام، يوم الانطلاقة المباركة للثورة الفلسطينية في مطلع عام 1965، في ذلك اليوم الخالد من تاريخ شعبنا أعلنت حركة فتح ، أن هدفها الذي لم ولن تحيد عنه أبدا، هو استعادة الأرض الفلسطينية المحتلة ورفع الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا بتشريده من وطنه.

إن هدفنا اليوم كما كان بالأمس نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف عاصمتنا الخالدة، وإطلاق سراح أسرانا ومعتقلينا البواسل، وعودة المشردين إلى ديارهم ووطنهم، أهداف كبيرة ضحى في سبيلها شعبنا وطلائعنا المناضلة بقيادة رئيسنا الشهيد الخالد ياسر عرفات، الذي قاد ثورتنا ونضالنا الوطني في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، وقاد سفينة الخلاص الوطني حتى وصلت إلى بر الأمان، إلى أرض فلسطين المباركة، وأقام السلطة الوطنية نواة دولتنا الفلسطينية المستقلة.

وإننا اليوم في ذكرى الانطلاقة ننحني إجلالا وإكبارا لروح قائد ثورتنا ومسيرتنا الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات ولكل رفاقنا وإخوتنا القادة والمناضلين الشجعان الذين عمدوا بدمائهم الزكية الطريق للوصول إلى أهدافنا الوطنية، ونعاهدهم: إن شعبنا الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال والاستيطان والفقر والحرمان، لن يساوم على أي من حقوقنا الوطنية الثابتة في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة

لقد حقق شعبنا الفلسطيني في العام الماضي، إنجازا وطنيا عزيزا على قلوبنا جميعا بانسحاب جيش الاحتلال وإخلاء المستوطنات في غزة و عن جزء من شمال الضفة.
وعلى الرغم من أن الانسحاب الإسرائيلي قد تحقق دون مفاوضات ودون تنسيق مع السلطة الوطنية، إلا أننا ومعنا كل شعبنا أينما وجد، قد تعاملنا مع هذا الانسحاب على أنه خطوة إلى الأمام، لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الضفة الغربية والقدس الشريف، وقد أعلنا في حينه ونعلن اليوم أن هذا الانسحاب الإسرائيلي ليس نهاية المطاف، وأن على إسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية انسحاباً كاملاً كما انسحبت من قطاع غزة ، وأنه قد آن الأوان للجلوس على طاولة المفاوضات والبدء في تطبيق خارطة الطريق التي تمثل الشرعية الدولية، لأن تجميدها والمراوحة في جهود السلام، واستمرار حكومة إسرائيل في بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري وإنشاء المنطقة العازلة في شمال قطاع غزة، واحتجاز الآلاف من أبنائنا الأسرى، والحصار المفروض والاغلاقات وأعمال الاغتيالات والعمليات الإسرائيلية التي لم تتوقف عن تهديد أمن وحياة المواطن الفلسطيني في مختلف أماكن الوطن، لا يمكن إطلاقا أن يحقق الأمن والسلام للشعبين، وان عدم تقدم عملية السلام إنما هو خدمة مجانية لاستمرار العنف والتصعيد بما يبدد فرص السلام ، إن الشعب الفلسطيني لن يقبل إلا بالسلام الذي يعيد له أرضه المحتلة في عام 1967، وفي مقدمتها القدس الشريف، ويضمن حلا عادلا ومتفقا عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194 والمبادرة العربية للسلام ويحرر أسرانا ومعتقلينا من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة، إن التحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجهنا لا يمكن التغلب عليها وتذليلها إلا بوحدة شعبنا وفصائله وتعزيز سلطته الوطنية وفرض سلطة القانون والنظام، فالفوضى والفلتان الأمني هما التربة الخصبة التي يعمل فيها أعداؤنا على اختلافهم لقطع الطريق على شعبنا وهو يكافح في سبيل حريته واستقلاله الوطني، وقد نجحنا في حوار القاهرة في الاتفاق على قواسم مشتركة وعلى التهدئة مع إسرائيل والالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بجهود مصرية وقد حقق هذا الاتفاق وهذه التهدئة بعض ما رجونا تحقيقه.

إن السلطة الوطنية تجد في الفلتان الأمني وتحدي سلطة القانون والنظام خطرا يهدد المشروع الوطنيكله، حيث يصب في مجرى الرغبة الإسرائيلية في التهرب من الاستحقاقات التي أكدتها القرارات والمبادرات الدولية وفي مقدمتها خارطة الطريق.

لقد حان الوقت لفرض سلطة الأمن والنظام والقانون ولن ندخر جهدا لحل كافة قضايا أبنائنا بقدر استطاعتنا وإمكانياتنا، إلا أن ما يقع بين فترة وأخرى يضر بمصداقيتنا الدولية ويقوي حجة إسرائيل في تعطيل السلام وعدم الانسحاب، والأخطر أنه يعطل كافة المشاريع الاقتصادية لإعادة الحياة والعمل لاقتصادنا الوطني. في سبيل تأمين الحياة الكريمة وتوفير الأمن والأمان للوطن والمواطن.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة

لقد باشر شعبنا منذ مطلع العام الماضي تجديد حياته السياسية بإجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية والتي تمت بنزاهة تامة بشهادة المراقبين الدوليين.

 إن يوم الخامس والعشرين من يناير 2006 سيكون يوماً للمظاهرة الديمقراطية الفلسطينية وفي نفس الوقت امتحاناً لجدارة شعبنا في اجتياز هذا الامتحان أمام المجتمع الدولي وليثبت مرة أخرى أنه قادر على صنع مستقبله وإدارة شؤونه بنفسه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

وإن نجاح الخيار الديمقراطي في مجتمعنا، وبناء الهيئات التشريعية على الأساس الديمقراطي هو خطوة كبيرة إلى الأمام لإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا.
وهنا يهمنا أن نؤكد أن الانتخابات التشريعية ستجري في كافة المناطق والمحافظات وفي القدس الشريف في يوم واحد وتوقيت واحد، وقد أعلنا تمسكنا بإجرائها في القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية، وأي تعطيل لإجرائها في القدس إنما يعني تعطيل الانتخابات التشريعية كلها.

أيتها الأخوات أيها الإخوة

أتوجه في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، بالتحية لأبناء شعبنا حيث أنه لم يكن لها بلوغ الممكن لولا تصديها للمستحيل، وأثبتت للعالم أن أقوى الأشجار ترتفع من بين الصخور.
ومع ذكرى الانطلاقة الغالية نقف بخشوع أمام أرواح شهدائنا الطاهرة الذين سقطوا دفاعاً عن أماني شعبنا وحفاظاً على قراره المستقل وعلى رأسهم القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات وكذلك أتوجه بالتحية لأسرانا البواسل الذين يسطرون بصمودهم أروع آيات التضحية والفداء متمسكين بقيادتهم الشرعية وأقول لهم، إن حريتهم من حرية الوطن وإطلاق سراحهم هو اهتمامنا الرئيس وأتوجه إلى الجرحى والمصابين وأقول لهم إن تضحياتهم لن تذهب هدرا.
تحية لأبناء شعبنا الصامد الوفي في الوطن والشتات وفي جميع أماكن تواجده.

بسم الله الرحمن الرحيم

وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين

صدق عام وأنتم بخير.

المصدر : وفا 31-12-2005



الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
03/05/2006 11:07 ص