الرئيس في خطاب الى شعبنا بمناسبة الانسحاب:
مصممون على جعل خطوة الانسحاب من قطاع غزة، مقدمة
لإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم " إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا".

صدق الله العظيم

أيها الإخوة والأخوات

يا أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم

يا جماهير أمتنا العربية

اليوم، وفي هذه الساعات التاريخية المجيدة، وبعد ثمانية وثلاثين عاماً من المعاناة والصبر، من الصمود والتضحية، من البذل والعطاء، ينبلج فجر جديد على رقعة غالية عزيزة من الوطن، وتشرق عليها شمس الحرية، بجلاءِ آخر جندي، واقتلاعِ آخر مستوطِن إسرائيلي، ليندثر الاحتلال العسكري المباشر والاستعمار الاستيطاني إلى الأبد، عن ثرى قطاع غزة المعطر بدماء الشهداء.

فتنهض غزةْ على أمل و وعد جديد، تنعم بالحرية وترنو إلى المستقبل لتصنع غدها الواعد بالخير والرخاء، بالديمقراطية والنماء، بالإعمار والبناء، بنفس العزيمة والإرادة، وبمثل الثقة والإيمان، الذي حققت من خلاله نصرها وحريتها، عندما أملَتْ نهايةَ الاحتلال وتفكيكَ المشروع الاستيطاني في سابقة تاريخية تنطلق هنا من غزة هاشم وجنين القسام، ليفرض شعبنا تواصلها واستمرارها حتى يزول الاحتلال بكل أشكاله، ويندثر الاستيطان عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة [67] وفي القلب منها القدس الشريف.

إنها لحظات تاريخية مجيدة تختلط فيها المشاعر الجياشة، ولا يدرك معانيها وأبعادها العميقة إلا من اكتوى بظلم الاحتلال، وذاق مرارته، وكلَ من قاوم الاحتلال وضحى وانتصر، فانتزع حريته واستعاد إرادته وكرامته ليبقى إنساناً حراً، كما أرادت له مشيئة الله جديراً بالحياة الكريمة.

لهذا نعبر اليوم عن فرحنا وابتهاجنا ونحتفل، لهذا نعبر عن سعادةٍ طال صبرنا وصمودنا لاستعادتها.

وإنني في هذا العيد الوطني السعيد، أقدم التهاني القلبية إلى كل عشاق الحرية والمؤمنين بقيمها، إلى كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية، إلى كل مُحبي السلام في هذا العالم، بما فيها قوى السلام في إسرائيل، إلى كل أبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه، بنسائه ورجاله وأطفاله، بشيبه وشبانه. مستذكرا قوافل الشهداء الأكرمَ منا جميعاً، منحنيا إجلالاً لقاماتهم المديدة، وفي مقدمتهم شيخ الشهداء القائد الرمز ياسر عرفات زارعَ بذرة الحرية والاستقلال، داعيا لهم بالرحمة، مستذكرًا طوابير الجرحى مقدراً كل قطرة دم سالت من عروقهم لتعطر تراب الوطن وداعيا لهم بالشفاء، مستذكراً جيشاً من مناضلينا الأسرى الأحباء، القابعين في سجون الاحتلال، مؤكداً أن تحريرهم وحريتهم جزء لا يتجزأ من حريتنا، وعازماً على أن تكون قضية إطلاق سراحهم في مقدمة الأولويات.

كذلك أتوجه بالتهنئة المقرونة بالتقدير والاحترام إلى كافة الفصائل وأطياف العمل السياسي التي عملت بجهد متواصل من خلال لجنة المتابعة و ساهمت في صنع هذا الإنجاز العظيم، في إطار الالتزام بالثوابت الوطنية، والوفاق الوطني الذي تجسد في إعلان القاهرة وخاصة تجاه مسار التهدئة ومعالجة القضايا الخلافية بالحوار، بما عمق هذه الصورة الحضارية لشعبنا التي تليق بقيمه وصموده، وأتاح المجال أمام خروج هادئ بلا رجعة لجيش الاحتلال ومستوطنيه، الأمر الذي أسقط حسابات المتربصين بشعبنا وخيب توقعاتهم.

تحية لكافة منتسبي قوى الأمن الوطني والشرطة والأجهزة الأمنية الذين رغم قلة الإمكانيات، ورغم كل ما لحق بمؤسستهم من تدمير وتشتيت، اثبتوا بإرادتهم القوية، وصدق انتمائهم ووطنيتهم، جدارة عالية في تحمل مسؤولياتهم والقيام بمهامهم على نحو يبشر بكل خير.

ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى كافة الأشقاء والأصدقاء - وبخاصة الشقيقة مصر والأردن - الذين وقفوا بثبات ولا يزالون، إلى جانب شعبنا في هذه الظروف، وفي صنع هذا الحدث التاريخي، منوها بكل الشكر والتقدير إلى ما أقرته الدول المانحة من دعم مالي سخي لإعادة الإعمار والبناء، الذي نرجو أن يجسد واقعا يساعد شعبنا على النهوض.

غير أن فرحتنا لن تكون مكتملة إلا باستكمال كافة مقومات وشروط تحقيق السيادة الوطنية، لأن انسحاب جيش الاحتلال ومستوطنيه من قطاع غزة كخطوة أحادية الجانب لا يعني بأي حال من الأحوال، انتهاء الاحتلال. فلا زالت معابر غزة مع العالم، وأجزاء من أراضيها ومياهها وأجوائها والممر الآمن مع الضفة الغربية من القضايا العالقة التي تهدد بتحويلها إلى سجن كبير. وغزة هي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة مع الضفة الغربية والقدس الشريف، مما يعني أن انتهاء الاحتلال لا يتحقق فعليا بالنسبة لنا، وبالنسبة لكل مواطن فلسطيني، إلا بإنجاز أهداف عملية السلام المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 67، بعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين حلا عادلا ومتفق عليه حسب القرار 194، وتحقيق المصالحة التاريخية بين دولتين لشعبين تنعمان بالسلام المتكافئ والاحترام المتبادل والجوار الحسن، وتضع حدا لهذا الصراع الدموي الطويل الذي لن يتوقف إلا بإنجاز تلك الأهداف.

إننا ورغم إدراكنا لنوايا الحكومة الإسرائيلية، وأهدافها من وراء خطة الفصل الأحادية، ورؤيتنا كذلك لممارساتها اليومية، المتحدية للشرعية الدولية وقراراتها، باستمرار بنائها لجدار التوسع والفصل العنصري على أرضنا، أو من خلال تكثيف الاستيطان، وتغيير معالم القدس ومحاولات عزلها عن الضفة الغربية، واستمرار اعتقالها للأسرى، برغم كل ذلك فإننا مصممون على جعل خطوة الانسحاب من قطاع غزة، مقدمة لإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67، معزَزين وأقوياءَ بعدالة قضيتنا وبوحدتنا الوطنية وبدعم المجتمع الدولي والشرعية الدولية.

فليكن بناؤنا و إدارتنا لقطاع غزة، نموذجا حقيقيا لقدرتنا الكبيرة والحضارية على إدارة ورسم مستقبلنا بأيدينا، ورسالة للعالم، نُعزز فيها إنهاء الاحتلال ومظاهره.

إننا نتوجه هذا اليوم إلى المجتمع الدولي وجميع أصدقائنا وأشقائنا مؤكدين أن نجاح خطوة تصحيح الوضع في قطاع غزة يتطلب تعزيزُها التوجهَ نحو الحل الشامل، وعبر الشراكة والمفاوضات، وعلى أساس تنفيذ التزامات خطة خارطة الطريق واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة والمبادرة العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002.إن الحلول الأحادية والجزئية والمؤقتة لا توفر فرصا لسلام حقيقي ولبناء علاقات قائمة على المساواة وتبادل المصالح.

و لهذا نتوجه بصوتنا عاليا إلى الإسرائيليين حكومة وشعبا ونمد لهم أيدينا لنعمل معاً من أجل السلام الحقيقي السلام العادل المتكافئ، وأن تُستكمل الخطوة المفترضة بصورة كاملة وناجزة لا أن تصبح قفزة بالهواء، فخطوة السلام الحقيقية لا تُبقي خلفها عواملَ تفجير الصراع وإدامتَه.

كما أدعو الحكومة الإسرائيلية للاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، وتنفيذ ما عليها من التزامات وخاصة وقف النشاطات الاستيطانية، ووقف بناء جدار التوسع والضم، والكف عن فرض الأمر الواقع، وإطلاق سراح الأسرى وإعادة المبعدين.

أيتها الأخوات أيها الإخوة،

إننا نقف اليوم أمام مهمتين أساسيتين، عقدنا العزم على انجازهما: مهمة الاستقلال والسلام ومهمة البناء والتطوير.فعلى الصعيد الداخلي: أَعدت الحكومة خطة وطنية بالتعاون مع الدول المانحة لإعادة الإعمار والبناء وتحقيق التنمية الشمولية بعد هذا الكم الهائل من التدمير الإسرائيلي المنظم لكل مقومات الحياة، وسائر البنى التحتية، وفي ظل افتقار بلادنا للثروات الطبيعة عدا ثروتِها الأساسية ورأسمالها الحقيقي وهو الإنسان الفلسطيني،واليوم، يسعدني أن أعلن أمامكم عن حِزمة من المشاريع التطويرية والتنموية تهدف إلى إنعاش اقتصادنا الوطني في كافة أرجاء الوطن وخلق آلاف فرص العمل ومكافحة الفقر و أبرزُها:

أولا: في موضوع الإسكان، سنقوم ببناء مدينة الشيخ خليفة بن زايد على أنقاض مستوطنة موراغ سابقا بواقع 3000 وحدة سكنية وبتكلفة 100 مليون دولار إضافة إلى الحي الإماراتي في رفح بواقع 638 وحدة سكنية.

بناء 1210 وحدات سكنية بتمويل من المملكة العربية السعودية في رفح لتعويض الذين هدمت بيوتهم من قبل قوات الاحتلال. ومشاريع لإعادة ترميم البيوت التي دمرها الاحتلال بشكل جزئي.

سنقوم بإعادة إنشاء شارع صلاح الدين في غزة بتكلفة 20 مليون دولار إضافة إلى طرق أخرى.

البدء بالعمل على إنشاء الميناء البحري ليكون بوابتنا على العالم، وتطوير المعابر الواقعة على حدود 67.

ثانيا: في مجال المياه: نعلن عن مشاريع للمياه العادمة ومياه الشرب في شمال غزة وخانيونس والخليل وجنين وطولكرم.

ثالثا: على صعيد التنمية الاقتصادية، فقد أصبح لدينا 54 كم مربع من الأراضي ستكون جاهزة كقاعدة إنتاجية تضم 3300 دونم من الدفيئات الزراعية في غزة ستخلق حوالي 4000 فرصة عمل جديدة. وستدفع بالتجارة الفلسطينية إلى آفاق جديدة عبر تشجيع القطاعات المولدة للصادرات وإيجاد فرص عمل لتخفيف حدة البطالة ومكافحة الفقر.

رابعا: في مجال التعليم، علينا بناء حوالي 50 مدرسة جديدة سنويا إضافة إلى غرف صفية جديدة لمواجهة الاحتياجات السنوية في الضفة والقطاع آخذين بعين الاعتبار أنه لدينا 50 ألف طالب جديد كل عام.

خامسا: في مجال البيئة، سوف نتعاون مع مندوب اللجنة الرباعية لنقل الأنقاض والركام الذي خلفه الاحتلال بعد تدمير المستوطنات.

سادسا: في مجال الصحة، سيتم بناء مستشفى جديد في قلقيلية ليخدم المدينة المحاصرة بالجدار إضافة إلى المراكز الصحية والعيادات.

سابعا: في مجال القضاء، فإننا نركز جهدنا على بناء محاكم جديدة وصيانة المحاكم القائمة وتطويرها لتنسجم مع الجهد المبذول نحو فرض القانون والنظام العام.

ثامنا: سنعزز صمود أهلنا في القدس والأغوار عبر مشاريع ذات مردود اقتصادي.ولا يفوتني أن أذكر أن الطريق أصبح ميسرا أمام استثمارات القطاع الخاص وقد شجعنا المستثمرين لإنشاء مشاريع إنتاجية وخدماتية في جميع أماكن الوطن.

أما على الصعيد السياسي وفي هذا الإطار فإننا نجدد استعدادنا وجاهزيتنا للشروع الفوري بمفاوضات الوضع النهائي، وندعو الرباعية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تفعيل دورها ومشاركتها، ومواصلة جهودها الخيرة، لتحقيق هذا الهدف والبدء بتطبيق خارطة الطريق وصولا لتحقيق رؤية الرئيس بوش بإقامة الدولة الفلسطينية، كما ندعو الأشقاء العرب إلى مضاعفة جهودهم وتحركاتهم على كافة المستويات بخطى منسقة للنظر بإحياء مبادرة السلام العربية، ووضع الآليات الكفيلة والمناسبة لتفعيلها في سياق التكامل مع المبادرة الدولية، مؤكدين في هذا المقام اعتزاز شعبنا وإكباره للمواقف الأخوية الأصيلة، والدعم الأخوي السخي لصمود شعبنا ونضاله العادل، ذلك الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي نثق بتواصله واستمراره، واتساع نطاقه تجسيدا ًللعمق الاستراتيجي وللترابط المصيري بين شعبنا وأمته.

  أيتها الأخوات والإخوة:

 منذ تشرفت بحمل هذه الأمانة وتولي هذه المسؤولية، بثقتكم ودعمكم، وضعت نصب عيني باستمرار إتباع أسلوب المكاشفة والمصارحة. وقناعتي راسخة بمستوى الوعي والمسؤولية الذي يتحلى به شعبنا، وثقتي مطلقة بقدرة هذا الشعب وأصالته، وصدق حدسه وإخلاصه لوطنه، وهذا ما أعوّل عليه بعد الاتكال على الله. ولهذا دعوني أصارحكُم، وأن أصدقَكم القول في هذا اليوم المجيد.

إننا أمام فرصة تاريخية، وإزاء إنجاز وطني هام، بما حققناه، وما نطمح لتحقيقه وإنجازه من وضع حجر الأساس القوي والأبدي لمشروعنا الوطني ودولتنا المستقلة.

هذه الفرصة السانحة إنما يعتمد حسنُ اغتنامها وتأكيدها على أدائنا وكفاءتنا، هذه الفرصة لا يجوز أن نسمح لأحد بإضاعتها وتبديدها، لقد صنعتها تضحيات شعبنا ولا يحق لأحد أن يصادرها أو يهدرها تحت أي مبرر أو ذريعة، إنها مستقبل أبنائنا جميعا ومكانُهم الوحيد تحت الشمس فلا وطن لنا سوى هذا الوطن، ولا حياة لنا إلا فيه، وجميعنا ملزمون بحمايته والحفاظ على أمنه واستقراره بإعلاء القانون وفرض النظام، وكل منا له مصلحة في بنائه وإعماره، وتحقيق نموه وازدهاره، أنه حقً وواجب، ومتى أدى كل منا واجبه، تمتع الآخرون بحقوقهم، فواجبات كل منا حق للمجموعة الوطنية.

اليوم لا مجال لأجندات شخصية أو فئوية، فالأجندة الوحيدة هي الأجندة الوطنية المجسِدة لهوية شعبنا، والمحافِظة على مكاسبه وإنجازاته، الساعية لصياغة غده ومستقبله، وطريقنا إلى هذه الأجندة هو الحوار والمشاركة والديمقراطية بتكافؤ الفرص والحقوق والواجبات، ولن أكون في موقعي إلا الساهر على حماية الدستور وتطبيقه الضامن لتلك الأجندة الوطنية بقوة القانون وقوة إرادتكم، بتفويضكم وثقتكم ودعمكم.

إن شعبنا الطيب، شعبنا الصامد الذي حافظ رغم شدة وصعوبة الظروف الأمنية والاقتصادية على تقاليده وقيمه السامية وعلى وحدته وعراقته وتشبثه بحقه وهويته، لَشعبٌ جدير بالحياة الحرة الكريمة، بالحياة الآمنة المستقرة، ولهذا لن نتهاون بعد اليوم في إنهاء كل الظواهر السلبية التي تشكل خروجا على القانون والنظام وتهديدا لأمن مجتمعنا، إضافة إلى كونها غريبة ومستهجنة ودخيلة على قيم مجتمعنا وتقاليده، فالمبدأ الذي يحكمنا هو سلطة واحدة، وقانون واحد على الجميع، و سلاح شرعي واحد، وتعددية سياسية.

لن نسمح بعد اليوم باستمرار حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح وأخذ القانون باليد، وبتكرار حوادث الخطف الغريبة على مجتمعنا، أو التعدي على المؤسسات الحكومية وأراضي الدولة التي شرعنا ومنذ فترة بإزالتها كائناً من كان مرتكبها، وبهذه المناسبة أعيد التأكيد مجددا أن الأراضي الحكومية التي زال عنها الاستيطان الإسرائيلي لن تكون إلا للمنفعة العامة بموجب القانون، أما تلك الخاصة التي تقل نسبتها عن الثلاثة بالمائة فستعاد أو يعوض أصحابها ضمن الأصول القانونية أيضا ولا أحد فوق القانون.

إن هذه المهام ليست مسؤوليتي أومسؤولية السلطة وحدها، إنها مسؤوليتُنا جميعا فلنكن جميعا على مستوى هذه المسؤولية التي هي في نهاية الأمر أمانة في أعناقنا، إن حفظناها وأحسنا القيام بها ستكون غزة حجر الزاوية والركن الحصين لاستكمال تجسيد مشروعنا الوطني وحلمنا ببناء دولتنا المستقلة على كامل ترابنا الوطني، ستكون غزة هي الرافعة وهي الحاضنة وهي الواعدة بالخير بالأمل وبالمستقبل.

إن إيماني عميق ولا يتزعزع أنّ بوسعنا وباستطاعتنا إن شاء الله أن نجعل منها واحة خير واستقرار وقاعدة ارتكاز لتحقيق الحلم بالإيمان والعمل والوحدة الوطنية والمشاركة السياسية التي فُتحت أبوابها للجميع، وتتوالى خطوات بنائها عبر صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية الجارية والتشريعية القادمة على طريق إعادة صياغة نظامنا السياسي وآليات عمله طبقا للمبادئ الديمقراطية بما فيها تداول السلطة في كنف السِلم الاجتماعي.

الإخوة والأخوات:

تواجه شعبنَا تحدياتٌ حقيقية جسيمة وتتربص به وتَمكر له بعض الجهات، وتشاع بعض التوقعات السوداوية، بل تُعقد المراهنات التي تستهدف النيل من معنويات شعبنا وإضعاف همته، فليكن ردنا بالقول والفعل، وبالمزيد من الوحدة والتلاحم، بالتشمير عن سواعد العمل والانتقال إلى مرحلة البناء والتعمير.

مبارك أيها الشعب العظيم

مبارك أيها النصر العزيز

فاليوم غزة وغدا بإذن الله وهمة الشعب و صموده القدس والضفة الغربية

بسم الله الرحمن الرحيم

" لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم"

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصدر:   وفا 13-9-2005


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
15/01/2006 02:09 م