الكتاب: الأطفال الفلسطينيون في سوق العمل (دراسة نوعية بالمشاركة) إصدار: برنامج دراسات التنمية-جامعة بيرزيت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة- يونيسف اكتوبر 2004- عدد الصفحات 80 مراجعة: سمية السوسي قام برنامج دراسات التنمية (جامعة بيرزيت) بإجراء دراسة حول "أطفال فلسطين في سوق العمل"، وذلك بالتعاون مع اليونيسف وسكرتاريا الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني. وتهدف الدراسة إلى توفير المعطيات النوعية اللازمة لصناع القرار والعاملين في هذا المجال، من أجل تصميم استراتيجيات تساهم في الحد من هذه الظاهرة. صدرت هذه الدراسة في كتاب اشتمل على ثمانية أقسام: القسم الأول حول الدراسة وأهدافها، القسم الثاني: معلومات مفاهيم واحصائيات، القسم الثالث: منهجية البحث، القسم الرابع: الصفات الاجتماعية والأسرية للأطفال المشاركين في البحث، القسم الخامس: الأطفال في سوق العمل، القسم السادس: العلاقة مع المدرسة، القسم السابع: الأبعاد المفاهيمية واللغوية لظاهرة تشغيل الأطفال، القسم الثامن: طموحات وتوصيات الأطفال. من أهداف الدراسة كما جاء في الفصل الأول من الكتاب، التعرف على ظاهرة تشغيل وعمالة الأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل نوعي متعمق، وذلك من خلال جمع معلومات وتحليلات من أصحاب الشأن أنفسهم، ومن خلال اعطائهم الفرصة للتعبير عن وجهة نظرهم وتقيمهم لهذه الظاهرة، كما ترصد الدراسة الجوانب التالية: 1- الظروف الحياتية للطفل العامل. 2- طبيعة العلاقة بين المتغيرات. 3- العلاقة بين العمل والمدرسة. 4- الأطفال في سوق العمل. 5- الأحلام والطموحات والحلول المقترحة. يضم الفصل الثاني من الدراسة، معلومات ومفاهيم حول القوانين المرتبطة بتشغيل الأطفال. ويتم الحديث عن هذه المعلومات من خلال منظورين، الأول يركز على عمل الأطفال سواء كان مدفوعاً أو بلا أجر، في إطار العائلة أو خارجها، ويمكن أن يكون لهذه الأعمال آثار إيجابية على الطفل. أما المنظور الثاني، فيركز على مفهوم عمالة (تشغيل) الأطفال، ويتم من خلاله إبراز علاقات الاستغلال للأطفال في سوق العمل وقيامهم بأعمال خطيرة، مما يؤثر سلباً على نموهم الجسدي والاجتماعي والنفسي. تطرقت الدراسة أيضاً إلى القوانين المتعلقة بحماية حقوق الطفل، ورصدت بعض الدراسات السابقة حول واقع الأطفال الفلسطينيين في سوق العمل وخلصت للنتائج التالية:- 1- لا تتوفر بيانات عن الأطفال في سوق العمل للأعوام 2001 و2002، ضمن الفئة العمرية (5-9 سنوات)، والمؤشرات المتوفرة فقط للأطفال ضمن الفئة العمرية (10-17 سنة). 2- هناك تباين في التقارير المختلفة لطبيعة الفئة العمرية المدروسة، واختلاف في طبيعة المؤشرات المطروحة، الأمر الذي ولد صعوبة في إمكانية المقارنة على مدار السنوات المختلفة. 3- هناك شح في المعلومات عن الأطفال في سوق العمل ضمن الفئة (5-9 سنوات)، وهذا ايضاً يولد صعوبة في الكشف عن ظروف الأطفال صغار العمر في سوق العمل وأشكال الاستغلال الأخرى التي يتعرضون لها. 4- انخفاض معدلات مشاركة الأطفال في سوق العمل في الأعوام 2001 و2002 وزيادة معدلات البطالة بينهم، ويرتبط هذا الأمر بالأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة في الأراضي الفلسطينية بسبب إغلاق عدد كبير من المنشآت الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل عام، وفي نفس الوقت ارتفاع في نسبة الأطفال الباحثين عن العمل. 5- يتضح من البيانات المذكورة في الدراسات السابقة أن معظم الأطفال العاملين غير ملتحقين بالتعليم. 6- انخفاض نسبة الفتيات في سوق العمل الرسمي (المأجور) وارتفاع نسبة الفتيات العاملات لدى أسرهم أو بالخفاء، وهذا يولد صعوبة في كشف الصورة الحقيقية عن عمل الفتيات. وتزيد معدلات عمل الفتيات في السوق غير الرسمي خصوصاً في مجال المنازل (تنظيف البيوت) مع تزايد إقبال الأسر على هذا النوع من الخدمة. 7- ما زال هناك نقص واضح في الدراسات النوعية عن عمالة الأطفال، والمشكلات الحقيقية التي تواجههم وأشكال الاستغلال التي تمارس على هؤلاء الأطفال، وهذا الأمر يدعو إلى المزيد من الدراسات النوعية التي تدرس الظروف الشاملة المحيطة بالأطفال في سوق العمل وفي القطاعات المختلفة. الفصل الثالث يدور حول منهجية البحث وطبيعة اختيار العينة من كافة محافظات الضفة الغربية وغزة، وأهم الصعوبات التي واجهت القائمين على الدراسة والتي اشتملت على:- 1- صعوبات متعلقة بالأطفال أنفسهم (مثل صعوبة إيجاد أفراد العينة من الأطفال-رفض الأطفال المشاركة في البحث- تخوف الأهل – عدم تعاون عدد من أصحاب العمل في السماح بمقابلة الأطفال – وعدم قدرة الأطفال على الالتزام بالمواعيد والأماكن المحددة للمقابلة). 2- مشكلات متعلقة بسير المقابلات (تحفظ بعض العائلات على إعطاء معلومات حول بعض القضايا لخصوصيتها – تولد الشعور بالملل لدى الأطفال الصغار أثناء المقابلة – صعوبة تفهم الهدف الرئيس من الدراسة- تأثير صاحب العمل على الطفل والباحث – تدخل الأهل في المقابلة – الاستهتار واللامبالاة من قبل الاطفال تجاه الباحثين). 3- صعوبات متعلقة بحركة الباحثين، تمثلت هذه الصعوبات في منع التجول والحصار في بعض المناطق، واجتياز الحواجز، إضافة للظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال والتي أدت إلى صعوبات نفسية إضافية، وقام برنامج دراسات التنمية بتوفير الدعم النفسي للباحثين من خلال جلسات فردية وجماعية. الفصل الرابع يتحدث عن الصفات الاجتماعية والأسرية للأطفال المشاركين في البحث. أولاً: بعض الصفات الأساسية 1- الغالبية العظمى من الأولاد، نحو 91% من الأطفال المشاركين في البحث من الأولاد, وتم تمثيل البنات بنسبة تقارب 9%. 2- أكثرية تعيش في المدن، 43% من المشاركين من سكان المدن، 41% من سكان القرى، 16% من سكان المخيمات وتأتي هذه النسبة متناسبة مع التوزيع السكاني الفعلي. 3- غالبية الأطفال العاملين تراوحت أعمارهم بين 15-17 سنة من العمر. وبلغت نسبتهم 24% أما الأطفال من عمر 10-14 سنة فبلغت نسبتهم 40%، الأطفال من عمر 5-9 بلغت نسبتهم 6%. 4- يعمل 46% من الأطفال العاملين في قطاع الخدمات، يعمل 17% منهم في قطاعات الزراعة والصيد والصناعة والبناء، بينما 4% يعملون في أعمال غير مشروعة (لم توضح الدراسة طبيعة هذه الأعمال). 5- غالبية لا تلتحق بالمدارس، بلغت نسبة الأطفال العاملين الذين تركوا المدارس 70%، وتبين النتائج أن نسبة الالتحاق بالمدارس تنخفض كلما تقدم الأطفال بالعمر، بحيث تصل هذه النسبة إلى 58% بين الأطفال في الفئات العملية 10-14 سنة وتتمركز الغالبية العظمى من الأطفال المتسربين في الفئة العمرية (15-17). ثانياً: الظروف الأسرية للأطفال العاملين 1- يعيش 83% من الأطفال العاملين ضمن عائلة يتواجد فيها كل من الأب والأم، بينما يعيش 17% من الأطفال في أسر يغيب عنها الأب (بسبب الوفاة، المرض، الطلاق، الخلافات العائلية) ومن بين هذه الأسر تتولى الأمهات الإعالة الكاملة في 12% من الحالات. 2- ترتفع معدلات حجم الأسرة بين أسر الأطفال العاملين عن المتوسط الوطني. فقد أظهرت بيانات الاحصاء الفلسطيني أن معدل عدد أفراد الأسرة في الضفة الغربية وقطاع غزة يصل إلى 6.7 فرد، بينما وصل معدل افراد الأسرة لأسر الأطفال العاملين في الدراسة إلى 8.2 فرد. 3- كانت معدلات التحصيل العلمي بالنسبة لوالدي الأطفال العاملين أقل من المعدل الوطني، حيث لم يحصل أي أب من آباء الأطفال موضوع الدراسة على شهادة متوسطة او جامعية. وقد وصل تعليم 56% من الآباء إلى أقل من 6 سنوات، و36% بين (7-10 سنوات) و7% بين (11-12 سنة) ولم يختلف تعليم الأمهات بشكل ملحوظ حيث أن 59% حصلن على تعليم لا يزيد على 6 سنوات و25% حصلن على تعليم بين 7-10 سنوات. 4- انتشرت ظاهرة التسرب من المدارس داخل الأسر التي يعمل فيها أطفال، 70% من الأٍسر تسرب منها عدد من الأطفال أو جميع الأطفال. 5- لم تقتصر ظاهرة عمل الأطفال على الأخ الأكبر، بل على العكس فقد كان 10% من الأطفال المشاركين في البحث هم الأخوة الأكبر، بينما جاء ترتيب الباقي 90% بشكل يؤكد أن الأطفال العاملين ليسوا بالضرورة الأخوة الأكبر. 6- وضحت البيانات أنه في أكثر من نصف الأسر لا يقوم الأب بأي دور في إعالة الأسرة إما بسبب البطالة او بسبب الوفاة والهجر والطلاق. ومن بين 74 حالة يتواجد فيها الأب على قيد الحياة، 32 منهم لا يعمل بشكل كامل ونسبتهم (45%) أما الباقي فيعملون بشكل متقطع، وتوزعت مهن آباء الأطفال موضوع الدراسة (سائق تاكسي- بائع خضرة- نجار- عامل- مزارع- صياد- حارس- عامل بناء – مساعد محاسب). أم بالنسبة لعمل الأم فقد عملت الغالبية العظمى 85% كربات بيوت، أما الباقي فقد عملن بأجر خارج أو داخل المنزل لإعالة الأسرة. 7- تعيش 71% من الأسر ضمن دخل شهري يقل عن 1650 شيكل شهرياً نحو 340 دولار، و23% من الأسر تعيش بدخل أقل من 144 دولار شهرياً، 16% من الأسر تعيش على دخل يتراوح بين 144 و205 دولار. الأمر الذي يشير إلى أن دخل بعض هذه الأسر يفوق المعدلات العامة، مما يؤكد على أهمية دخل الأطفال داخل الأسرة. 8- تعتمد 13% من الأسر بشكل كامل على عمل الطفل العامل (المشارك بالدراسة) بينما تعتمد 20% من الأسر على عمل الطفل وأطفال آخرين داخل الأسرة. تعتمد 50% من الأسر على عمل الأطفال إضافة لعمل الأم والأب والمساعدات التي تتلقاها الأسرة من مؤسسات حكومية وغير حكومية. 9- أظهرت الدراسة أن 7 أسر من بين 76 أسرة عينة الدراسة تعيش في غرفة واحدة، 21 أسرة تعيش في منزل مكون من غرفتين، 25 أسرة في 3 غرف، 23 أسرة تعيش في منزل مكون من 4 غرف فأكثر، 23% من الأسر تعيش في بيوت ليست ملكهم او مع غيرهم من الأسر. أغلب هذه البيوت تكاد تخلو من الأثاث وتعاني من الرطوبة والاكتظاظ. 10- ذكر عدد من الأطفال العاملين أنهم يتعرضون للإساءة من قبل الأهل في حال امتناعهم عن الذهاب إلى العمل. وترجع أسباب هذه الإساءة لدى بعض الحالات نتيجة كون الأب متعاطي مخدرات او مريض نفسياً. إضافة لذلك يتعرض الأطفال للإساءة من قبل أصحاب العمل والاحتلال الاسرائيلي. القسم الخامس من الدراسة حول الأطفال في سوق العمل: من خلال هذا القسم تتحدث الدراسة عن: أولاً: أهم العوامل التي تدفع الأطفال للعمل والتي من أهمها 1- سد حاجات الأسرة الأساسية، خاصة في الأسر التي يقوم الأطفال بإعالتها بشكل كامل. 2- المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للأسرة. 3- الشعور بالمسؤولية عن مساعدة الأب في عمله أو القيام بدوره في حالات المرض أو البطالة. 4- شعور الطفل بقيمة داخل الأسرة من خلال عملهم. 5- الرغبة في تعلم حرفة تساعدهم في المستقبل. 6- بغض المدرسة واعتبارها غير مجدية. 7- توفير الاحتياجات الخاصة للأطفال. 8- التخطيط لتحسين الوضع المستقبلي لهم ولأسرهم. 9- القدرية، أي شعور الطفل بأنه لا مفر له من القيام بهذا العمل. 10- تأثير شلة الأصدقاء وقضاء وقت الفراغ. 11- تحضير الفتيات للزواج من خلال اتقان بعض الأعمال كالزراعة او الخياطة. ثانياً: تاريخ العمل بينت الدراسة أن أغلبية الأطفال بدأت عملها خلال الانتفاضة، وقد مضى على وجودهم في سوق العمل ما بين نصف سنة وسنتين وخلال هذه الفترة عمل الأطفال في أكثر من عمل. ثالثاً: مكان العمل تعددت أماكن عمل الأطفال ما بين أماكن سكناهم او في داخل إسرائيل او العمل على الحواجز العسكرية للأطفال المقيمين في مثل هذه المناطق، ويعمل بعض الأطفال في المدن المجاورة لقراهم. رابعاً: طبيعة صاحب العمل يعمل 69% من الأطفال عند صاحب عمل من خارج الأسرة، بينما يعمل 24% منهم لدى الأسرة ويعمل حوالي 7% لحسابهم الخاص. وتختلف ظروف الأطفال العاملين في هذه المجالات الثلاثة، حيث يعمل الأطفال لحسابهم في مجالات البيع والعتالة، يعمل الأطفال لحساب الأسرة في الزراعة والصيد وتربية الحيوانات، أما بقية الأطفال فيعملون في كافة المجالات كالصناعة والبناء والخدمات. خامساً: الدخل من عمل الأطفال يتراوح الدخل الشهري لغالبية الأطفال ما بين (65-170 دولار)، ويعمل الأطفال أصحاب الدخل العالي إما في التسول أو العتالة او البسطات. ويعاني جزء من الأطفال من الدخل المتدني نتيجة عملهم من خلال وسطاء يأخذون النسبة الأكبر من الدخل. في 76% من الحالات يعطي الطفل دخله لرب الأسرة ليتصرف به وفي حالات قليلة يصرف جزء من هذا الدخل بشكل شخصي. العديد من هؤلاء الأطفال يتصفون بدرجة عالية من الاستقلالية والطموح نتيجة احساسهم بقدرتهم على المشاركة في إعالة الأسرة. سادساً: مصادر الخطر بالنسبة للأطفال 1- قطع الحواجز والتعرض للإساءة من قبل جنود الاحتلال. 2- العمل في المصانع والتعرض للمواد السامة أو الكيماوية وخطر بعض الآلات الموجودة في المصانع. 3- التعرض للضرب والملاحقة لمن يعملون في التسول والضرب من قبل أصحاب العمل. 4- التعرض لمحاولات الاعتداء الجنسي والدفع نحو المخدرات والعمل مع المخابرات الإسرائيلية. 5- الإصابة بالأمراض المزمنة بسبب البرد أو المواد الملونة والأعمال المتعبة. 6- التعرض لحوادث السير، خصوصاً بين الباعة المتجولين وباعة الأرصفة. سابعاً: ساعات العمل وفترات الراحة يعمل غالبية الأطفال أكثر من 6 ساعات يومياً وهناك منهم من يعمل لأكثر من 10 ساعات وبشكل متواصل. ويعملون في وقت مبكر وإلى وقت متأخر من الليل وقد يضطرون للمبيت في مكان العمل. ثامناً: انعكاسات العمل على صحة ونفسية الطفل هناك العديد من التأثيرات الجسدية إضافة إلى شعور الأطفال بالخوف وعدم الأمان والكآبة والإحباط. القسم السادس من الدراسات يدور حول العلاقة مع المدرسة: يوضح توجهات الأطفال العاملين نحو الانقطاع عن الدراسة أو العودة إليها وموقف الأهل من هذا الأمر، واسباب أقدام هؤلاء الأطفال على ترك المدارس والتي منها الضرب والاستخفاف بالأطفال وعدم اهتمام المدرسين بهم وموقف هؤلاء المدرسين من ترك الأطفال للمدرسة التي تراوحت بين عدم الاهتمام بالأمر و محاولة تقديم قدر من المساعدة لبعض الأطفال. القسم السابع يدور حول الأبعاد المفاهيمية واللغوية لظاهرة تشغيل الأطفال: تأثرت المفاهيم التي يؤمن بها الأطفال والمصطلحات التي يستخدمونها بطبيعة عملهم في سن مبكر. وتؤكد الدراسة أن هذه المظاهر المفاهيمية ليست موجودة عند كافة الأطفال وأن وجود عنصر ينفي وجود عنصر آخر منها، قد يبدو متناقضاً مع الأول، من أهم هذه المفاهيم والمصطلحات: 1- تحمل المسؤولية. 2- النزعة الاستقلالية. 3- النزعة لتضخيم الذات. 4- النزعة للعنف. 5- النزعة للتبرير. 6- النظرة الدونية للذات والشعور بالاهمال 7- التشاؤم والاحباط. 8- اللغة المتحررة (لغة البالغين). 9- الجهل بالحقوق والقوانين. القسم الثامن يشتمل على الطموحات والتوصيات التي خلصت إليها الدراسة: أ- من خلال الدراسة تحدث الأطفال عن طموحاتهم ورغبتهم فيما سيكونون عليه في المستقبل، بعض الاطفال كانت طموحاتهم محددة وواضحة مثل (أستاذ-طبيب-صاحب ورشة) وهذه الطموحات مرتبطة ببعض الأعمال التي يقومون بها وبعضها من خلال ربط طموحاتهم بالمواقع الذي يعيشونه. والبعض الآخر أظهرت طموحاتهم ميلاً نحو الاستقلالية مثل انشاء عمل خاص بهم. بعض الأطفال لم تتجاوز طموحاتهم الواقع الذي يعيشون فيه مثل الحصول على بعض الألعاب ويعترف العديد منهم بعدم إمكانية تحقيق أحلامهم لكن هذا الأمر لا يمنع من التفكير بها. ب- اقترح بعض الأطفال بعض التدخلات المطلوبة لحل مشكلة تشغيل الأطفال او التخفيف من انتشارها، منها ما يتعلق بسياسات الدولة وبرامجها وسياسات التعليم ودور المؤسسات في مساعدتهم ودور الأسرة وصاحب العمل. من أهم التوصيات العامة التي خلصت إليها الدراسة 1- يجب تحديد جهود المؤسسات المحلية والدولية حول حقوق الأطفال الفلسطينيين بشكل عام والعاملين منهم بشكل خاص. 2- العمل على تطبيق قوانين العمل وتطوير أوضاع الأطفال العاملين وتجنبهم الأخطار. 3- التركيز على دور المدرسة كمؤسسة تعمل مباشرة مع الأطفال، ويجب تطوير هذا الدور لمتابعة حالات الأطفال المتسربين. والتأكيد على تطبيق السياسات المتعلقة بمنع ضرب الأطفال داخل المدارس. واقترح بعض الأطفال ربط المساعدات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية ووكالة الغوث للأسر التي لديها أطفال في سن المدرسة ببقائهم في المدرسة. 4- أهمية التركيز على دور الأب وخصوصاً في حالة تواجده في الأسرة، والاهتمام بتوفير عمل له وإيجاد برامج للإرشاد النفسي والاجتماعي داخل الأسرة. 5- ضرورة الوعي والفهم للقوانين والتشريعات والحقوق وتطوير الدور المؤسسي للمؤسسات ذات العلاقة بالعمل على برامج التوعية ومتابعة الظروف التي يعمل ضمنها الأطفال. ملاحظات واستنتاجات 1- أصغر أفراد المجتمع وأكثرهم ضعفاً هم الذين يقومون بأكثر الأعمال صعوبة ويتعرضون للمخاطر الجسيمة في محاولة لسد رمق أسرهم. 2- ظاهرة تشغيل الأطفال هي ظاهرة مركبة ومتعددة الجوانب، ترتبط من ناحية بالأزمة الاقتصادية من معدلات بطالة وفقر غير مسبوقة وناتجة عن الممارسات الإسرائيلية القمعية، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي ومع دلات العنف التي يتعرض لها الأطفال والتي تضعهم في حالة نفسية سيئة وتؤثر على أنواع العمل التي يقومون بها. 3- يعتمد مدى انتشار ظاهرة تشغيل الأطفال على حالة سوق العمل وقوى العرض والطلب. 4- ظاهرة تشغيل الأطفال لها جذور متعمقة في المجتمع ولها أبعاد اجتماعية وأسرية ومؤسسية وتنتشر بين أطفال الأسر الفقيرة بصورة أكبر بهدف سد رمق العائلة واشباع الحاجات الأساسية. 5- تتسم عائلات الأطفال العاملين بانخفاض معدلات التعليم وتزايد معدلات الانجاب والزواج المبكر والتسرب من المدارس ويعاني أطفالهم من حالة الانعزال الاجتماعي. 6- تتوافق ظاهرة تشغيل الأطفال مع دور الأب السلبي وغيابه عن الأسرة او إدمانه على المخدرات والكحول. 7- برغم مخاطر عمل الأطفال، إلا أن بعضهم يرون أمور إيجابية في هذا العمل فبالنسبة للكثير من الأطفال فالدافع لمساعدة الأسرة وتعلم مهنه مهمة لهم. 8- دور المدرسة مهم وحيوي في دخول الأطفال سوق العمل، حيث كانت سبباً لدى العديد من الأطفال للخروج منها والالتحاق بسوق العمل والمدرسة هنا ليست فقط مدرسين وعاملين بل أيضاً مناهج وتوجهات تربوية وتكاليف مرتبطة بالمدرسة. 9- جهل الغالبية العظمى من الأطفال بحقوقهم وبالقوانين الفلسطينية المتعلقة بتشغيلهم. جميع هذه التوصيات يمكن تطبيقها في حالة تمكن المؤسسات ذات العلاقة العمل من تنفيذها ضمن برنامج عمل متوازن ومتكامل، كما أن على هذه المؤسسات العمل على الوصول للأطفال واسرهم في محاولة لمساعدتهم. |
|