مسح الفقر في الأراضي الفلسطينية

الكتاب: مسح الفقر في الأراضي الفلسطينية

الناشر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، نيسان 2004، مسح الفقر في الأراضي الفلسطينية، لشهر كانون أول 2003. تقرير النتائج الرئيسية: رام الله-فلسطين.

عدد الصفحات: 64 صفحة.

مراجعة: سمية السوسي

صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تقرير احصائي حول الفقر في الأراضي الفلسطينية، حيث اتخذ من شهر كانون أول لعام 2003، نموذجا يمكن منه قياس الفقر في الفترات السابقة واللاحقة. وتستند الإحصاءات المذكورة في التقرير إلى التعريف الرسمي للفقر الذي وضع في العام 1997، من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة الفقر، والذي بنى وفقاً لأنماط الإنفاق الحقيقية للأسرة، حيث تم عرض نسب الفقر وفقاً لأنماط الانفاق والدخل الشهري للأسر.

واعتمدت هذه الطريقة، بسبب طبيعة المتغيرات التي يشهدها المجتمع الفلسطيني منذ بداية انتفاضة الأقصى في أواخر أيلول 2000، التي أدت إلى تغيرات في مستويات المعيشة لغالبية الأسر الفلسطينية نتيجة للإغلاقات والحصار، مما أدى إلى لجوء تلك الأسر إلى استخدام المدخرات أو القروض أو الإعتماد على المساعدات لسد حاجاتها الأساسية. كما تؤكد المعطيات الحالية ارتفاع معدلات البطالة وفقدان الأسر لمصادر دخلها.


 

أولا: خط الفقر

 صنفت الأسر بالنسبة لموقعها من خط الفقر، بناء على التعريف الرسمي لخط الفقر(*)، وبناء على ما أفادت به الأسر بالنسبة لمجموعات الإستهلاك خلال شهر كانون أول 2004، فقد بلغ خط الفقر المتوسط للأسرة المكونة من ستة أفراد بالغين اثنين وأربعة أطفال، خلال هذه الفترة، نحو 1.800 شيكلاً إسرائيلياً جديداً (حوالي 316 دولار أمريكي في الشهر)، بينما بلغ خط الفقر المدقع لنفس الأسرة 1.482 شيكلاً، حوالي (325 دولار).

ثانياً: توزيع الفقر وفقاً لأنماط الإستهلاك الشهري للأسرة

1- التوزيع الجغرافي:

بلغ معدل الفقر بين الأسر الفلسطينية-خلال شهر كانون أول 2003 ما يعادل 35.5% من الأسر (أي أن أسرة من كل ثلاث اسر تقع تحت خط الفقر).

كما تبين أن معدل الفقر بين اسر قطاع غزة بلغ 44.7%، وهو رقم يفوق المعدل السائد في الضفة الغربية، والذي بلغ 30.9%. كما تبين أن حوالي 32.2% من الأسر الفقيرة، في قطاع غزة تعاني من الفقر المدقع(*)، ( من بين كل ثلاث اسر فقيرة، توجد أسرة تعاني من الفقر المدقع وعدم القدرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من مأكل وملبس)، مقابل 20.3% في الضفة الغربية ( من بين كل خمسة اسر فقيرة، توجد أسرة تعاني من الفقر المدقع). الأمر الذي يشير إلى أن الأسر الفقيرة في قطاع غزة أكثر فقراً من الضفة الغربية.

 

2- التوزيع حسب نوع التجمع السكاني:

يوجد أعلى معدل لإنتشار الفقر في مخيمات اللاجئين، حيث تعاني أسرة واحدة من كل اسرتين تقريباً من الفقر، حيث بلغ نحو 41.2%، ويعتبر هذا الإنتشار أعلى من معدل الفقر السائد في المدن والبالغ 32% وفي الريف 38.5%.

3- الخصائص الديمغرافية:

أ- حجم الأسرة:

بلغ أعلى معدل للفقر في عام 2003 بين الأسر المؤلفة من 10 أفراد فأكثر، وهو 51.6%، أما معدل الفقر في الأسر المؤلفة من شخصين فأكثر فيزيد وينخفض وفقاً لحجم الأسرة، في حين كان أدنى معدل لإنتشار للفقر بين الأسر المكونة من 5 أفراد فأقل، حيث بلغ 24.4% بين الأسر المكونة من 2-3 أفراد، و25% بين الأسر المكونة من 4-5 أفراد.

ب- عدد الأطفال في الأسرة:

تبلغ نسبة الأسر التي لا يوجد لديها أطفال في المجتمع الفلسطيني حوالي 21.4%. لذلك تم إجراء المقارنة فقط على صعيد الفقر بين الأسر التي لديها أطفال، وقد لوحظ أن معدل انتشار الفقر يزداد بشكل مطرد مع ازدياد عدد الأطفال لدى الأسر. وتعتبر الأسر التي لديها طفل أو طفلين اقل عرضة لإنتشار الفقر، بينما يقل معدل انتشار الفقر بين الأسر التي يوجد لديها أربعة أطفال، عن معدل انتشاره على المستوى الوطني. يزداد معدل انتشار الفقر في الأسر التي لديها 5-6 أطفال، حيث يبلغ 43.4% وفي الأسر التي لديها 7-8 أطفال يبلغ 47.9% ويزداد إلى 61.7% بين الأسر التي لديها 9 أطفال على الأقل، وتشكل الأسر التي لديها من 3-6 أطفال غالبية الفقراء 55.1% وتساهم الأسر الأقل عرضة للفقر في مجتمع الفقراء بحوالي 13.7% وفي المقابل تشكل الأسر التي تضم 7 أطفال فأكثر حوالي 14.8% من مجتمع الفقراء.

4- الخصائص الإجتماعية والإقتصادية:

أ- المستوى التعليمي لرب الأسرة:

يرتبط مستوى التعليم ارتباطاً وثيقاً بتدني انتشار الفقر. حيث فاق معدل انتشار الفقر بين من لا يحملون مؤهلاً علمياً ونسبتهم 43.3%، بنحو ضعف معدل انتشار الفقر بين الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط ونسبتهم 22.0%، وتنخفض معدلات الفقر بشكل متسق مع ازدياد مستويات التعليم، على النحو التالي: 39.3% بين الحاصلين على الإبتدائية، 36.6% بين الحاصلين على الإعدادية و29.6% بين الحاصلين على الثانوية، و12.4% بين الحاصلين على بكالوريوس فأعلى.

ب- حالة عمل رب الأسرة:

يزداد معدل الفقر السائد بين الأسر التي اربابها غير مشاركين في القوى العاملة ونسبتهم 38.3%، عن معدل انتشاره بين الأسر التي يشارك اربابها في القوى العاملة ونسبتهم 34.5% (ويتألف المشاركون في القوى العاملة من مجموعة من العاملين والعاطلين عن العمل). حيث ينتشر الفقر بين العاطلين عن العمل من المشاركين في القوى العاملة بنسبة 52.2%. وتصنف 32.9% من الأسر كأسر تعاني من الفقر ويشتغل اربابها بأعمال ذاتية، وذلك مقارنة بـ 34.5% من اسر العاملين بأجر، المشاركين بالقوى العاملة.

4- المساعدات واولويات حاجات الأسر:

تشكل الأسر الفقيرة 52.4% من مجموع الأسر التي تلقت مساعدات، منها 58.2% تلقت مساعدات لمرة واحدة، و25.8% تلقت مساعدات لمرتين، مقابل 16.0% تلقت مساعدات لثلاث مرات على الأقل.

كما أشارت النتائج إلى أن 10.5% من الأسر الفقيرة تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 100 شيكل، و26.0% تلقت مساعدات إجمالية من 100- 199 شيكل، و45.6% تلقت مساعدات إجمالية تزيد عن 300 شيكل. هذا وقد بلغ متوسط قيمة المساعدات الإجمالية التي تلقتها الأسر الفقيرة 250 شكيل. 45.2% من المساعدات التي تلقتها الأسر، كانت على شكل مساعدات نقدية و38.1% منها كانت على شكل مواد غذائية (خلال الشهر موضوع البحث).

شكلت الأسر التي تلقت مساعدات وزارة الشؤون الإجتماعية حوالي 61.3% من مجموع الأسر. في حين شكلت الأسر التي تلقت مساعدات من مؤسسات السلطة نحو 55.4%. أما مجموع الأسر التي تلقت مساعدات من لجان الزكاة فقد شكلت نحو 64.0%، والأسر التي تلقت مساعدات من مؤسسات خيرية أو دينية شكلت 65.7% من مجموع الأسر. أما نسبة الأسر التي تلقت مساعدات من نقابات العمال فبلغت 77.2% من مجموع الأسر الفقيرة، وقد ساهمت هذه المساعدات في تخفيض فجوة الفقر بمقدار 7.6%، حيث انخفضت معدلات الفقر من 40.4% قبل تلقي المساعدات إلى 35.6% بعد تلقي المساعدات.

كما أشارت النتائج إلى أن 24.3% من الأسر الفقيرة في الأراضي الفلسطينية اظهرت حاجاتها للمال كأولوية اولى مقابل 23.8% أظهرت حاجاتها للغذاء، و19.6% أظهرت حاجتها للعمل.

قامت الأسر الفقيرة بعدة إجراءات لكي تتمكن من تغطية نفقاتها منها تأجيل دفع فواتير الماء والكهرباء وخدمات أخرى، أو الإكتفاء بما يحصل عليه أفراد الأسرة من دخل شهري وعدم اللجوء إلى مصادر أخرى أو من خلال الإستدانة أو من خلال تخفيض النفقات.

ثالثاً: توزيع الفقر وفقا لدخل الأسرة الشهري

تظهر معطيات الفقر وفقا لدخل الأسر الشهري 67.7% من الأسر الفلسطينية عانت من الفقر خلال شهر كانون أول 2003، بواقع 62.6% في الضفة الغربية و77.5% في قطاع غزة، تظهر معطيات الدخل أن معدلات الفقر بلغت 75.1% في المخيمات، و72.0% في الريف، و63.4% في الحضر. 70.3% من الأسر في الأراضي الفلسطينية، والتي صنفت نفسها كأسر فقيرة، أشارت إلى أن قلة مصادر الدخل احد الأسباب الرئيسية للفقر، بينما أفادت 61.6% أن السبب يعود إلى عدم توفر فرص عمل، و53.3% افادت بان السبب يعود إلى ارتفاع تكاليف المعيشة و26.3% منها أشارت أن السبب يعود إلى مرض/عجز/ شيخوخة رب الأسرة.

وحول العوامل التي تساعد على التخلص من الفقر أفادت 70.4% من الأسر، أن توفير فرص عمل يساعد على التخلص من الفقر. بينما افادت 64.5% بأن توفير المساعدات والحصول عليها يساعد في التخفيف والقضاء على الفقر، و53.8% أفادت بأن زيادة دخل الأسرة يساعد على التخلص من الفقر.

تشير النتائج إلى أن الأسر الفقيرة وفقاً للدخل الشهري اعتمدت في صمودها الإقتصادي خلال شهر كانون أول 2003، على عدة مصادر. 76.7% من الأسر قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة، 68.5%، اعتمدت على دخلها الشهري المتاح. 48.8% قامت بالإستدانة من الأفراد، و42.9% من الأسر الفقيرة اضطرت لتخفيض نفقاتها.


 

(*) خط الفقر: تم اعداده بطريقة تعكس ميزانية الحاجات الأساسية، جنبا إلى جنب مع احتياجات أخرى، كالرعاية الصحية والتعليم والنقل والمواصلات والرعاية الشخصية، والمفروشات وغير ذلك من مستلزمات المنزل.

(*) خط الفقر الشديد: تم احتساب خط الفقر الشديد بشكل يعكس ميزانية الحاجات الأساسية من مأكل وملبس ومسكن.


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
16/01/2006 12:16 م