فُجع الشعب الفلسطيني فجر الحادي عشر من نوفمبر 2004 بوفاة رئيسه وزعيمه وقائده، ياسر عرفات أبو عمار، وذلك بعد فترة قصيرة من الترقب المشوب بالتوجس، نتيجة الغموض الذي لف وضعه الصحي منذ أن تم نقله على عجل في التاسع والعشرين من أكتوبر 2004، إلى مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي. ولا يزال الغموض الذي أحاط بمرضه وثم وفاته قائماً، ولم تصدر اللجنة الطبية الفلسطينية، التي شكلت فور وفاته، والتي تسلمت التقرير الطبي الفرنسي من ابن أخت الرئيس الراحل، د.ناصر القدوة، أي تقرير في هذا الشأن حتى كتابة هذه السطور. لقد فقد الشعب الفلسطيني بوفاة الرئيس الراحل، زعيماً تاريخياً قاد على نحوٍ فريد حركة الشعب الفلسطيني باتجاه انتشال هويته الوطنية الفلسطينية من التمزق الذي أصابها في سياق كارثة عام 1948، وعمل بقوة على إعادة قضية فلسطين إلى جدول أعمال المجتمع الدولي والخريطة الدولية، كأهم واخطر قضية في القرن العشرين. وحوّل مجرى الإستراتيجيات والسياسات الفلسطينية نحو الواقعية السياسية الرافضة للمبدأ القديم: إما كل شيء أو لا شيء. وإن الشعب الفلسطيني في سياق نضاله المتصاعد والمتواصل من اجل تحقيق أهدافه الوطنية المتمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة فوق الأرض الفلسطينية بعاصمتها القدس الخالدة، وتطبيق القرار 194 الخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، سيظل يحمل ذكرى رئيسه الخالد ياسر عرفات عبر أجياله المتتابعة، رمزاً لكل المعاناة التي عاشها الشعب، ولكل الإنتصارات القادمة.
رئيسة التحرير سلافة حجاوي |
|