تكوين الأسر في الأراضي الفلسطينية

اصدار: الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني

سلسلة التقارير التحليلية من بيانات التعداد والمسوح الصحية والديموغرافية رقم (2)

شباط 2002

عدد الصفحات 60 صفحة

مراجعة/ سمية السوسي

 

صدر عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني تقرير حول تكون الأسر في الأراضي الفلسطينية. واستند هذا التقرير على بيانات المسح الصحي 2000، وبيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 1997، والمسح الديمغرافي 1995، بالإضافة إلى بيانات الزواج والطلاق المسجلة 1998. يهدف التقرير إلى دراسة موضوع تكوين الأسر في الأراضي الفلسطينية والعوامل التي تؤثر في هذه العملية، بما في ذلك الزواج المبكر وزواج الأقارب وتعدد الزوجات. كما يحاول التقرير إبراز سمات الأسر الفلسطينية من حيث العوامل التي تؤثر في تكوينها بالمقارنة مع المجتمعات القريبة المشابهة للتركيب الديمغرافي والنسيج الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية.

يحتوي التقرير على أحد عشر قسماً بالإضافة إلى المقدمة، التي تشتمل على بيانات الحالة الزواجية للنساء في سن الانجاب ومقارنة اتجاهات الزواج خلال السنوات الخمس الماضية، ومعلومات حول النساء اللواتي لم يسبقن لهن الزواج، وأثر التعليم على اتجاهات الزواج ومقارنة النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج حسب العمر في الأراضي الفلسطينية مع بعض الدول العربية. بالإضافة لموضوع الزواج المبكر والعمر الوسيط عند الزواج الأول، وبيان الفروق في هذا المعدل استناداً إلى بعض المتغيرات كالتعليم وحالة اللجوء وغيرها. كما تناول التقرير اختلاف العمر بين الزوجين من خلال مقارنة الفروق استناداً إلى متغيرات كالعمر ومكان الإقامة وحالة اللجوء، وحالات الزواج والطلاق استناداً إلى بيانات المحاكم الشرعية والكنائس، إضافة لأنماط الزواج السائدة وتعدد الزوجات وظاهرة زواج الأقارب.

أ- النساء حسب الحالة الزواجية في الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية

في ضوء تحليل بيانات الزواج لسكان الأراضي الفلسطينية، يشير التقرير إلى أن نسبة العزوبية بين الإناث في سن الحمل (15-49) بلغت حوالي 35%، بينما بلغت نسبة المتزوجات حوالي 62%، وتتوزع باقي الإناث بالتساوي ما بين حالتي الترمل والطلاق.

تختلف نسبة العزوبية حسب عدد سنوات الدراسة، حيث تبلغ نسبة العازبات من اللواتي أمضين في التعليم أقل من 7 سنوات نحو 22%، في حين تبلغ نسبة العازبات اللواتي أمضين في التعليم 13 سنة فأكثر نحو 45%. إضافة لذلك فإن نسبة العزوبية في الضفة الغربية تزيد عن قطاع غزة (36% مقابل 33%).

كما يشير التقرير إلى أن مستويات العزوبية في الأراضي الفلسطينية لا تزال منخفضة مقارنة بتلك في الدول العربية. من الدول العربية التي تشارك الأراضي الفلسطينية في مستويات العزوبية المنخفضة، مصر، حيث لم تتغير النسب فيها كثيراً خلال العقدين الماضيين (29% في عام 1980 ونحو 32% عام 2000).

يذكر التقرير أيضاً خصوصية نمط الزواج في الأراضي الفلسطينية مقارنة بالدول الأخرى، حيث تزيد معدلات الزواج في الأراضي الفلسطينية مقارنة بالدول العربية الأخرى، كما تزيد معدلات الزواج في بداية العمر الإنجابي (15-20 عاماً) ثم تبدأ في التباطؤ وتتوقف عند سقف منخفض نسبياً، الأمر الذي يظهر بوضوح لدى مقارنة نسبة المتزوجات في كل من الأردن ومصر وفلسطين.

ويلاحظ أن نسبة المتزوجات في الأراضي الفلسطينية في فئة العمر 15-19 سنة بلغت نحو 18%، بينما لا تتجاوز 12% في مصر و8% في الأردن لنفس الفئة العمرية. ويستمر نفس النمط في فئة العمر 20-24 سنة، حيث تصل نسبة المتزوجات إلى 59% في الأراضي الفلسطينية مقابل 54% في مصر، واعتباراً من الفئة العمرية 25-29 سنة تصل نسبة المتزوجات في الأراضي الفلسطينية إلى 80% وفي مصر إلى 84%، وتظل النسب أعلى في مصر، والأردن حتى تصل نسبة المتزوجات في نهاية الحياة الانجابية (45-49 سنة) إلى 99% في مصر و96% في الأردن، بينما تتوقف النسبة في الأراضي الفلسطينية عند 91%. ويلاحظ أن هذا السقف الذي تتوقف عنده نسبة المتزوجات في نهاية الحياة الانجابية في الأراضي الفلسطينية يقل عن دول عربية أخرى، مثل السعودية التي وصلت النسبة فيها إلى 97% عام 1996 والكويت 95% عام 1996 وسوريا 95% عام 1993.

ب- الزواج المبكر

يتميز المجتمع الفلسطيني بانتشار الزواج المبكر (الزواج في سن أقل من 20 سنة كما يذكر الكتاب)، حيث تعكس نسبة الاناث 15-19 سنة ظاهرة الزواج المبكر التي تصل إلى 18% في الأراضي الفلسطينية، وتزيد هذه النسبة عن سائر الدول العربية (باستثناء اليمن التي تصل فيها النسبة إلى 27%). كما يشير التقرير إلى أن هذه النسبة تزيد في قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتنخفض مع ارتفاع الحالة التعليمية 26% لمن أمضين أقل من 7 سنوات في الدراسة مقابل 12% لمن أمضين أكثر من 12 سنة.

المؤشر الثاني الذي يستخدم لقياس الزواج المبكر هو نسبة اللاتي تزوجن قبل أو عند الثامنة عشر بين الاناث في الفئة العمرية 20-24 سنة، حيث بلغت هذه النسبة 29% في الأراضي الفلسطينية وهي بدورها نسبة مرتفعة مقارنة بباقي الدول العربية، حيث بلغت 20% في مصر عام 2000 و11% في المغرب عام 1997 و23% في سوريا عام 1993 و14% في الأردن عام 1997. ترتفع هذه النسبة في قطاع غزة لتصل 32% عن الضفة الغربية التي تبلغ فيها 27%, كما ترتفع في الحضر إلى 30% عن الريف 27% وتنخفض مع ارتفاع المستوى التعليمي (40% لمن أمضين أقل من 7 سنوات مقابل 22% لمن أمضين 10 إلى 12 سنة دراسية.

إضافة لما سبق تؤكد بيانات التسجيل السنوي للزيجات استمرار ظاهرة الزواج المبكر ما بين الفلسطينيين، حيث يشير تحليل احصاءات الزواج إلى أن 59% من عقود الزواج التي أبرمت في عام 1998 كانت لإناث دون العشرين، ويضاف إلى ذلك 26% من العقود تكون فيها الزوجة ما بين 20-24 سنة أي أن 85% من عقود الزواج السنوية تخص إناث دون الخامسة والعشرين من العمر. وترتفع هذه النسبة عن النسب المسجلة في مصر عام 1996، حيث بلغت نسبة الزيجات السنوية لزوجات دون العشرين 13% من إجمالي الزيجات، بينما بلغت نسبة الزيجات التي تكون الزوجة فيها في الفئة العمرية 20-24 سنة حوالي 27%. الأمر الذي يجعل العمر الوسيط عند عقد القران حوالي 19 سنة في الأراضي الفلسطينية مقابل 28 سنة في مصر. إضافة لذلك فإن أكثر من نصف حالات الزواج السنوية 54% يكون الزوج دون الخامسة والعشرين، وفي 29% من حالات الزواج يكون الزوج في فئة العمر 25-29 سنة، بينما تصل نسبة الزيجات التي يكون فيها الزوج قد تجاوز الثلاثين إلى 17%.

وفي واحدة من كل ثلاث زيجات تقع في الأراضي الفلسطينية يكون الزوج في النصف الأول من العشرينات وعروسه دون العشرين، وهذه النسبة لم تتجاوز في مصر 1% من إجمالي الزيجات عام 1996. وتقع نسبة كبيرة نحو 40% من الزيجات بين أزواج متكافئين من حيث التعليم، وفي حوالي 36% من الزيجات يكون تعليم الزوج أعلى، وفي حوالي 24% من الزيجات تكون الحالة التعليمية لصالح الزوجة.

ويجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن السن القانوني للزواج في الأراضي الفلسطينية يبدأ من 18 عاماً، الأمر الذي يشير إلى أن الأرقام التي يذكرها التقرير لا تعبر عن انتشار ظاهرة الزواج المبكر وفقاً للقانون المعمول به في الأراضي الفلسطينية.

ج- زواج الأقارب

يتميز المجتمع الفلسطيني بنسبة مرتفعة من زواج الأقارب، حيث تصل نسبة الأسر المكونة من زوجين تربطهم صلة القرابة إلى 48% وترتفع هذه النسبة في قطاع غزة عن الضفة الغربية، كما ترتفع في المناطق الريفية وتقل في المخيمات. يبدو واضحاً تأثير مستوى التعليم على ظاهرة زواج الأقارب، حيث لا تتجاوز نسبة زواج الأقارب بين الإناث اللاتي أنهين أكثر من 12 سنة تعليم 36%، بينما تبلغ هذه النسبة حوالي 50% للفئات الأقل تعليماً دون فروق واضحة بين الشرائح التعليمية المختلفة، ولا توجد مؤشرات عن تراجع هذه الظاهرة. كما تزيد هذه النسبة في فلسطين مقارنة بمثيلاتها في مصر وسوريا واليمن والأردن، حيث تراوحت نسبة زيجات الأقارب بين النساء في سن الحمل في الدول المذكورة بين 38% و40%، إلا أنها تقل في فلسطين عن السعودية ودول الخليج الأخرى.

د- الطلاق:

 تصل نسبة المطلقات في الأراضي الفلسطينية إلى حوالي 1.2% من الإناث، وتزداد نسبة المطلقات مع التقدم في العمر لتصل إلى 2.4% في الفئة العمرية 50-54 سنة. ويلاحظ ارتفاع نسبة المطلقات في المخيمات، حيث تصل إلى 1.62%، وتزداد مع التقدم في العمر لتصل إلى 3.90% في الفئة العمرية 50-54 سنة في المخيمات. ويظهر تحليل حالات الطلاق السنوية أن حوالي ثلث تلك الحالات تقع قبل مرور سنة واحدة على الزواج، 16% من الحالات تقع في السنة الثانية، أي أن نصف حالات الطلاق تقع قبل مرور سنتين على الزواج.

تشير البيانات الخاصة بعام 1998 أنه في 51% من حالات الطلاق يكون الزوج أقل من 30 سنة، وفي حوالي 57% من حالات الطلاق تكون الزوجة أقل من 25 سنة. وتتجه معدلات الطلاق العمرية إلى الانخفاض مع التقدم في العمر، في حين يصل المعدل إلى 4% للذكور دون العشرين فإنه ينخفض إلى النصف للذكور في الفئة العمرية 20-24 سنة، والى الربع في الفئة العمرية 30-34 سنة.

استنتاجات

1- هناك اتجاه نحو رفع العمر عند الزواج الأول بين النساء في سن الانجاب، حيث يبدو واضحاً أثر التعليم على رفع العمر عند الزواج الأول.

2- تظهر النتائج ارتفاع نسبة النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج وتجاوزت أعمارهن 40 عاماً، وإذا ما أضفنا إليهن الأرامل والمطلقات نجد شريحة كبيرة من الإناث في المجتمع الفلسطيني بحاجة للدعم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي الذي قد لا يتوفر من خلال الأسرة.

3- يتميز المجتمع الفلسطيني بانتشار ظاهرة الزواج المبكر. وتشير النتائج إلى ارتفاع نسبة النساء دون العمر 19 عاماً اللواتي تزوجن في الأراضي الفلسطينية مقارنة مع بعض الدول العربية (باستثناء اليمن)، إلا أن العمر الوسيط للزواج مرتفع عنه في بعض الدول العربية الأخرى. يترتب على الزواج المبكر مخاطر على صحة الأم والطفل في حالة الحمل، ويؤثر أيضاً على فرص المرأة في التعليم والعمل.

4- تنتشر ظاهرة زواج الأقارب بشكل واضح في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يستدعي ضرورة التوسع في برامج التثقيف للمقبلين على الزواج لتوعيتهم بمحاذير انتقال الأمراض الوراثية.

5- على الرغم من أن معدلات الطلاق في الأراضي الفلسطينية لا تعتبر مرتفعة، إلا أن نسبة عالية من حالات الطلاق تحدث بين الأزواج الأصغر سناً، الأمر الذي يضيف إلى تبعات الزواج المبكر جانباً هاماً يجب أخذه بعين الاعتبار ضمن برامج التثقيف الاجتماعي.

 


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
16/01/2006 12:16 م