يوسف حجازي
فور صدور القرار الإسرائيلي بإبعاد الرئيس ياسر عرفات، هبت الساحة الفلسطينية بأسرها رافضة القرار المذكور، معللة تمسكها بالرئيس عرفات رئيساً شرعياً. ففي 10/9/2003، اكد رئيس المجلس التشريعي المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء احمد قريع (أبو علاء)، أنه لم يوافق بعد على تولي هذا المنصب، موضحاً أنه وضع شروطا على نفسه يجب أن تتوافر لإنجاح مهمته من بينها طريقة التعامل مع الرئيس ياسر عرفات، وناشد العقلاء في العالم أن يتداركوا هذا التهديد الخطير، وإجبار الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارها الجنوني هذا، حيث أن تنفيذها القرار لن يفجر الأراضي الفلسطينية فقط، وإنما المنطقة بأكملها. كما حذر أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، خلال كلمة ألقاها عبر الهاتف نيابة عن الرئيس في 23/9/2003، على مهرجان بيعة العهد والوفاء الذي نظمته الإتحادات الشعبية في غزة من المساس بالرئيس، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى تدمير العملية السلمية. وفي 15/9/2003، أصدر أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في محافظة طولكرم، بيانا نددوا فيه بقرار الحكومة الإسرائيلية إبعاد الرئيس ياسر عرفات، وفي 16/9/2003 جدد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في نابلس العهد والبيعة للرئيس. وفي 17/9/2003، استنكر أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في بيت لحم، الفيتو الأمريكي الذي حال دون صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، يمنع إسرائيل من طرد الرئيس من وطنه. كما استنكرت الفصائل الوطنية والإسلامية قرار إسرائيل إبعاد الرئيس عرفات، ففي 11/9/2003، أصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، بياناً لها أكدت فيه، أن لا قوة تستطيع إبعاد الرئيس عن ارض فلسطين ودعت كتائب الأقصى والعودة وكافة الأجنحة العسكرية، إلى قلب كيان العدو رأساً على عقب وتدميره في كل مكان. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، أنها لن تسكت على القرار الإسرائيلي بطرد الرئيس من وطنه، مشددة على أن المقاومة الفلسطينية ستتصاعد. كما أكدت الجبهة الديمقراطية، أن القرار المبدئي لحكومة شارون بطرد الرئيس خارج فلسطين هو تدمير للعملية السياسية، ومحاولة جديدة للقضاء على الشرعية الفلسطينية بالإرهاب. وفي 12/9/2003، أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بياناً صحافياً، أدانت فيه القرار الوقح القاضي بإبعاد الرئيس، وحمل أمينها العام احمد سعدات في بيان صحافي صدر عن سجن أريحا، واشنطن أية حماقة قد ترتكبها إسرائيل ضد الرئيس ياسر عرفات، كما استنكر الفيتو الأمريكي الذي حال دون صدور قرار عن مجلس الأمن يمنع إسرائيل من طرد الرئيس. كما أكدت حركة حماس في بيان لها، أنها ستقاوم خطط إسرائيل لإبعاد الرئيس. وأدانت جبهة النضال الشعبي الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار العربي الذي يطالب بتراجع إسرائيل عن المس بالرئيس ياسر عرفات. وتوالت ردود الأفعال عن الأحزاب والحركات السياسية الوطنية والإسلامية، حول القرار الإسرائيلي، فقد أدانت الحركة العربية للتغيير في بيان صدر في 15/9/2003 وحمل عنوان (اخي جاوز الظالمون المدى)، قرار حكومة إسرائيل إبعاد الرئيس ياسر عرفات، ووصفه بالغبي والخطوة الإجرامية. وفي 17/9/2003، أشادت حركة الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بصمود الرئيس، واكدت موقفها ضد التهديدات الإسرائيلية بإبعاده، واعربت عن استنكارها لإستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية، والذي يطالب بعدم المساس بالرئيس ياسر عرفات. كما أكدت أن حكومة بوش ستكون شريكة لحكومة الإرهابي شارون في أي عمل يستهدف الرئيس. أما حزب الإتحاد الوطني الإسلامي، فقد اعتبر الفيتو الأمريكي بأنه ممارسة صريحة للإرهاب الذي تزعم الولايات المتحدة أنها تحاربه، وكذلك حركة المسار الإسلامي التي أدانت الفيتو الأمريكي، وطالبت الدول العربية بتبني موقف موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني وحماية قيادته التاريخية. كما جدد حزب الخضر الفلسطيني في بيان له صدر في 4/10/2003 البيعة والعهد للرئيس. أما فيما يتعلق بمواقف الإتحادات الشعبية والنقابية والمهنية من القرار الإسرائيلي. فقد نظمت حركة الشبيبة الطلابية في جامعة القدس المفتوحة في خانيونس، في 14/9/2003، مهرجاناً خطابياً دعماً للرئيس واحتجاجاً على القرار الإسرائيلي بإبعاده. وطالب عدد من المحامين في قطاع غزة المجتمع الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني والتدخل السريع لإعادة الحياة لعملية السلام التي شارفت إسرائيل على القضاء عليها من خلال قرار إبعاد الرئيس. وأعلن اتحاد الكتاب الفلسطيني دعمه المطلق للرئيس ياسر عرفات، ودعا كافة القوى الديمقراطية المحبة للعدل والسلام للوقوف إلى جانب الرئيس. واكدت السكرتاريا الدائمة للجنة الشعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، أن الرد الحقيقي على القرار الإسرائيلي، يجب أن يكون بإتجاه المقاطعة الشاملة والكاملة للمنتجات والخدمات الإسرائيلية. ونظمت اسرة التربية والتعليم في محافظة بيت لحم، اعتصاماً أمام كنيسة المهد تضامناً مع الرئيس واستنكاراً للقرار الإسرائيلي التعسفي الذي تطاول على الشرعية الفلسطينية، وعلى رمز الشعب الفلسطيني والقائد التاريخي ياسر عرفات. ونظم الكادر الطبي في محافظة أريحا-الأغوار، اعتصاماً كل في مقر عمله، احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية والقرارات اللا مسؤولة التي تستهدف رمز الشعب الفلسطيني. ونصبت رابطة جرحى فلسطين في محافظة بيت لحم خيمة اعتصام في ساحة المهد احتجاجاً على قرار الحكومة الإسرائيلية، وتضامناً مع الرئيس. واكدت الهيئة الفلسطينية لطلبة الجامعات في غزة، تضامنها ودعمها الكامل للرئيس ياسر عرفات، وحذرت إسرائيل من قضية تنفيذ قرار إبعاده. كما تجمع عشرات المحامين بدعوة من نقابتهم في قاعة محكمة مدينة رام الله، وامتنعوا عن التوجه لقاعات المحكمة تعبيراً عن تضامنهم مع الرئيس وإستنكاراً للقرار الإسرائيلي بإبعاده. وجدد عشرات المعاقين والجرحى البيعة للرئيس خلال مسيرة تضامنية نظمها المركز الوطني للتأهيل المجتمعي في غزة في 17/9/2003. ونظم اتحاد لجان المرأة والعمل الجماعي مسيرة نسوية في مدينة غزة تجديداً للبيعة والعهد للرئيس. كما نظم التجمع الوطني لأسر الشهداء مهرجاناً جماهيرياً في جامعة الأزهر في مدينة غزة، دعماً للرئيس. ونظمت الهيئة الشعبية لحماية المشروع الوطني تجمعاً في موقع مطار الرئاسة في رام الله تأييدا للرئيس. ودعا قاضي القضاة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ تيسير التميمي في اجتماع طارئ عقد في القدس المحتلة إلى التنديد بالفيتو الأمريكي، مؤكداً أهمية مشاركة جميع الشعوب العربية والإسلامية والمحبة للسلام في مسيرات ومظاهرات تدعو إلى تغيير النظام الدولي المناقض للإرادة الدولية. وأصدرت أسرة التربية والتعليم في محافظة الخليل، بياناً أدانت فيه الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل. ونظمت جمعية الأخوة الفلسطينية-اللبنانية والتجمع الوطني لأسر الشهداء مهرجاناً خطابياً وفنياً في 19/9/2003، احياء للذكرى الحادية والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا وتجديداً للعهد والبيعة للرئيس ياسر عرفات. وحذر الإتحاد العام لشباب فلسطين في بيان صدر في رام الله، شارون وزمرته الإرهابيين، من خطورة المساس بشخص القائد الرمز ابو عمار. ونظمت الجمعية الفلسطينية للعلوم القانونية في غزة ندوة بعنوان (الأسس القانونية لتحريم ممارسة الإرهاب)، أكدت خلالها أن قرار إبعاد الرئيس عرفات جناية دولية تقتضي أن تتولى المحكمة الجنائية الدولية معاقبة المسؤولين عنها. ونظمت اللجنة العليا لمهرجان راجح السلفيتي بالتعاون مع وزارة الثقافة والأمانة العامة للمؤسسات الوطنية وبلدية البيرة واهالي محافظة سلفيت، عروضاً شعبية وفقرات الزجالين والدبكة والموسيقى الشعبية وفرق الفنون الشعبية تضامناً مع الرئيس في 20/9/2003. واكد اتحاد نقابات واساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينيين في بيان صدر في غزة، رفضهم لقرار الحكومة الإسرائيلية بإبعاد الرئيس ياسر عرفات. ونظمت حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيت لحم تظاهرة في الحرم الجامعي تضامناً مع الرئيس، وحذرت هيئة العلماء والدعاة في فلسطين حكومة الإحتلال من مغبة الإقدام على المساس بالمسجد الأقصى أو بالرئيس ياسر عرفات. وجدد اتحاد شباب جبهة النضال الشعبي في قلقيلية، تأييده للرئيس ياسر عرفات. ونظم الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين مسيرة تضامنية مع الرئيس في خانيونس. كما نظمت دائرة المرضى بمحافظة خانيونس مسيرة حاشدة لتجديد البيعة للرئيس، وإحساسا بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية. ووجهت اللجنة التحضيرية للتجمع الديمقراطي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والعراق وليبيا والكويت والأردن والجزائر والولايات المتحدة وألمانيا واليونان وبريطانيا وأوكرانيا، إلى كافة الوطنيين الديمقراطيين من أبناء الشعب الفلسطيني رجالاً ونساء، داخل الوطن وفي الشتات والمهاجر لمواصلة الصمود السياسي على قاعدة التمسك الحازم بالبرنامج الوطني القائم على أساس تأمين الإنسحاب الشامل من كافة الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الإحتلال والإستيطان والتصدي لقرار إبعاد الرئيسز كما تلقى الرئيس برقيات التضامن والتأييد والمبايعة التي كتب بعضها بالدم من المحافظين ورؤساء البلديات والسفراء والمؤسسات والقوى والفعاليات الوطنية والشعبية والإتحادات الشعبية والمنظمات المهنية والنقابية. كما نظمت لجنة المتابعة للقوى السياسية ولجنة التنسيق الفصائلي ومجالس الخدمات المشتركة والتخطيط الإقليمي، والمؤسسات الرسمية والأهلية والمدنية والفعاليات والقوى الوطنية والإسلامية، والسكرتاريا الدائمة للجنة الشعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ولجنة العمل الوطني الفلسطيني ورابطة جرحى فلسطين ولجنة العلاقات العامة في مؤسسات ووزارات السلطة الوطنية الفلسطينية، والمركز الوطني للتأهيل المجتمعي ولجان المرأة، والعمل الجماعي، والهيئة الطبية لحماية المشروع الوطني والتجمع الوطني لأسر الشهداء ومشجعي الحركة الرياضية واللجنة العليا لمهرجان راجح السلفيتي، ومؤسسة الأشبال والزهرات في هيئة التوجيه السياسي والإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ودائرة المرضى والإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، مسيرات ومهرجانات جماهيرية في الأراضي الفلسطينية إشتبكت مع قوات الإحتلال إحتجاجاً على القرار الإسرائيلي القاضي بإبعاد الرئيس ياسر عرفات، ورفع المشاركون صور الرئيس عرفات ولافتات كتبت عليها عبارات تندد بالقرار الإسرائيلي والممارسات الإحتلالية، مؤكدين أن الرئيس عرفات هو قائد هذا الشعب وابن هذه الأرض، ومن يجب إبعاده عن ارض فلسطين هو جسم الإحتلال والمستوطنين وليس الرئيس عرفات. كما أكد ممثلون عن لجنة التنسيق الفصائلي والقوى الوطنية في كلمات ألقيت خلال المهرجانات والمسيرات، على توحد الشعب الفلسطيني خلف قيادته.
الهوامش: 1-صحيفة القدس، 2-صحيفة الأيام. 3-صحيفة الحياة الجديدة. 4-وكالة الأنباء الفلسطينية-وفا. 5-بنك المعلومات الفلسطيني-الهيئة العامة للإستعلامات. 6-الملف الصحافي-الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. 7-مركز المعلومات الفلسطيني- الهيئة العامة للإستعلامات. 8-مكتب الرئيس. |
|