سليم
المبيض
لهذا فان ما
يشد الانتباه لهذه المساحة الصغيرة أن لها قصة كقصة أو ذاتية أي كائن حي ينمو
بفعالياته جيلا بعد جيل. لذا فان هذه المساحة الأرضية بموقعها وموضعها تسلحت
بوظائف عدة – قلعة حصينة ومدينة حضارية وراس حربه
وقاعدة زراعية ومفرق طرق ومدخل
لعنق غزة الجنوبي ونقطة بوليس حربي. وأخيرا أصبحت ساحة شهداء وملتقى لأرواحهم
الطاهرة نتيجة زرع "المستخربة" التي تدعى بالعبرية "نتساريم"
منذ عام 1972.
فما هي هذه الذاتية الشريفة منذ ميلادها وحتى اليوم. أي ما قصة تكوينها ؟
تل العجــول الموقع والموضع : تقع
هذا المنطقة التي يطلق عليها " تل العجول"*
في جنوب غرب مدينة غزة بنحو أربع كيلومترات، وبالقرب من مصب وادي عزة (فم الواد)
وعلى مسافة لا تبعد إلا عشرة أمتار عن شاطئ البحر غربا مرتفعة اثني عشر قدما على
مستوى سطح الأرض الواقعة عليها وعشرين قدما من مستوى سطح البحر، مما منحها موقعا
استراتيجيا هاما. فهي تمثل "تلة" منبسطة السطح حيث اعتاد أجدادنا
الكنعانيون على اختيار مدنهم وقراهم على ذرى هذه التلال لسهوله الدفاع عنها وصعوبة
اقتحامها من قبل الأعداء. وقد عزز هذا الموقع وجود "وادي غزة" الذي
يحدها جنوبا كخندق يصعب اقتحامه صيفا ويكون من المستحيل عبوره شتاءً لامتلائه
بمياه الأمطار، هذا بالإضافة لاتساع وادية في هذه المنطقة بالذات لان الوادي عند
مصبه يتسع لترنح المياه في مرحله الشيخوخة، وبالتالي ازدياد نحته الجانبي بالإضافة
لأهميته الزراعية نظراً لمياهه العذبة. هذا من الجنوب، أما جهة الغرب فهناك البحر
المتوسط ومن جهة الشمال تحفها كثبان رملية ناعمة زادت من حصانتها وجعلتها، أي
منطقة "تل العجول" قلعة حصينة محاطة بعوائق طبيعية منيعة من جميع جهاتها
تقريبا. وكما أبدع الكنعانيون في
اختيار موقعها الحصين كان توفيقهم في تحديد موضعها المتمثل في الأراضي الواقعة من
حولها ذات التربة الطينية الخفيفة الملائمة للزراعة، وبخاصة زراعة الكروم
والخضروات والحبوب. فقد تم العثور على عشرات الحفر والآبار المعدة لخزن الغلال
والتي يتراوح عمقها ما بين 3-5 أمتار، كما دلت الحفريات على وجود علاقة تجارية
هامة مع مصر و"كابدوكيا"** Capdocia وجنوب
أوروبا كما دلت على ذلك العديد من مقابض الأواني الفخارية المعدة لخزن الغلال
والنبيذ والتي تعود للحقبة الواقعة ما بين 2000 – 1500 ق.م.
مدينة "تل العجول" الحصن
العسكري والحضاري المتقدم : إن موقع هذا المدينة وموضعها
الاستراتيجي الهام – الذي سبق وصفه– قد أهلّها لأخذ زمام دور الموقع العسكري
الأمامي لمدينة غزة ومفتاحها الجنوبي أو بمثابة نقطة إنذار مُتقدمة استطاعت أن
تكتفي ذاتيا بجميع ما تحتاجه من مؤن سواء زراعية أو مياه عذبة من خصوبة المنطقة
الواقعة عليها، حيث أقيمت هذه المدينة على مساحة نحو ثمانين دونما* وعليه لم يكن مستغربا أن تنشأ في هذه
المنطقة بل على ضفاف وادي غزة الذي أطلق عليه أجدادنا "وادي البسور"
كأكبر وأطول وادي جاف صيفا في فلسطين
كلها، حضارات العصر الحجري القديم وحتى العصر البرونزي الحديث، أي على مدى الحقبة
الواقعة بين 3500 – 1500 قبل الميلاد، أنشأها العرب الكنعانيون منذ الألف الرابعة
قبل الميلاد كما دلت علية الآثار المكتشفة في هذه المنطقة والمتمثلة في العديد من
الأساسات لخمسة قصور وبيوت وآبار تعود للحقبة الهكسوسية وأهمها تلك الجعارين
الكنعانية [i]
المختلطة بتلك الجعاريين والتي هي بمثابة أختام تعود للعصر الآشوري عليها رسم كلب
مجنح[ii]،
بالإضافة إلى الأقراط والأساور الذهبية العديدة التي هي في الحقيقة كنز عظيم في
كمها وقيمتها مما يؤكد ثراء أهل المنطقة وما وصلوا إليه من بحبوحة اقتصادية وحضارة
اجتماعية فائقة، وبخاصة لو علمنا عن اكتشاف "كبش" من الفضة وضفادع من
العقيق الأحمر[iii].
ويبدو أن الأسر الفرعونية القديمة اتخذت من هذا الموقع العسكري والحضاري "تل
العجول" مركزا ومقرا لها أثناء سيطرتها على ارض كنعان الفلسطينية، وعند
تقدمها نحو الشمال لبلاد ما بين الرافدين، وكذلك القوى الحيثية في الشمال، كما دلت
عليه اساسات البيوت والأدوات النحاسية والجعارين الفرعونية التي تعود للأسر
الثانية عشرة والسابعة عشرة وحتى الأسرة الثامنة عشرة (1580 – 1557 ق.م) حيث بدا
النفوذ المصري في الازدياد بعد هذه الأسرة التي قادها أحمس وأنهى فيها الاحتلال
الهكسوسي. كما عثر علي أواني وجرار فخارية تحمل مقابضها اسم الملكة حتشبسوت.
وتحتمس الثالث[iv].
هكذا نرى أن موقع هذه المدينة (تل العجول) قد غلبت عليه الصبغة العسكرية، وبخاصة
وانه اصبح في هذه الحقبة يقع على أهم طريق عالمي بمنظور ذلك العصر، ألا وهو
"طريق حورس" الذي يربط بين مصر الفرعونية وفلسطين الكنعانية والقريب من
ساحل البحر يوم جعلوا من "مدينة غزة" عاصمة الفراعنة في ارض
كنعان". وهذا بدوره أنعش في فترات
الاستقرار منطقة "تل
العجول" طيلة الحقبة الواقعة ما بين نشأتها وحتى العصر الفلسطيني (عصر
الحديد) الذي ذخرت فيه المنطقة بأواني فخارية فلسطينية تعود للقرن الثالث والثاني
عشر قبل الميلاد، وهذا دليل على العيش فيها وانتعاشها في هذه الحقبة الفلسطينية
أيضا كما أبانته العديد من القبور والأدوات الحديدية وبخاصة "المحاريث"
التي عثر عليها في المنطقة. وكذلك بعض الأواني الفخارية ذات الدلالة الايجية
والقبرصية، مؤكداً على ذلك التواصل الحضاري عبر البحر المتوسط أيضا. وقد دفعت هذه
الأهمية العديد من رجال الآثار والتاريخ إلى الاعتقاد بان هذه المنطقة (تل العجول)
هي غزة القديمة، وأن أهلها هجروها بسبب انتشار مرض الملاريا الناجم عن وجود
مستنقعات وادي غزة والتي غالبا ما تشبه البحيرات عند منطقة المصب والاتجاه لموقع
مدينة غزة الحالية. كما أن البعض ارتأى أنها كانت ميناء "انثيدون "
القديم والذي هو في الواقع ميناء غزة[v].
إن الدافع وراء هذه الاتجاهات في الرأي هي الكنوز العديدة التي تم العثور عليها
ومساحة البيوت والقصور والحمامات والآبار التي غطت المنطقة والمعلنة عن تواجد
سكاني كثيف يتمتع بمستوى اجتماعي راقي ومكانه اقتصادية مرموقة. "تل العجول" في
العصر اليوناني والروماني 332 – 96 ق.م. استمرت مدينة تل العجول آهلة
بالسكان العرب الفلسطينيين وأخذ يتدفق إليها العديد من القبائل العربية القادمة في
صحراء شبه الجزيرة العربية والعرب الأنباط القادمين من عاصمتهم البتراء، الذين
احيوا العديد من مدن النقب (الخلصة – عسلوج – كرنب – سبيطه) للوصول إلى مدينة غزة
ومينائها. كما دل على ذلك العثور على كميات من النقود اليونانية والرومانية والنبطية
في هذه المنطقة التي كانت تدعى قرية "طاباتا" في العصر الروماني،
بالإضافة للعديد من الأعمدة والتيجان الرومانية وبعض معاصر النبيذ، واكتشاف تمثال
ضخم يظُن انه للإله "مرناس" أو مارنا" ربَ الأرباب لآلهة غزة
السبعة، وحوله العديد من التماثيل الرخامية لمعظم الآلهة في فلسطين والشام كلها
مثل الإله "ابوللو" و"افروديت" التي عثر عليها جميعا أهل
المنطقة في سنة 1879 م ونقلت جميعا لمتحف "القسطنطينية"[vi] .
خريطة
1- توضح موقع تل العجول تقلصت في هذه الحقبة مكانة
"تل العجول" العسكرية طيلة الحقبة اليونانية والرومانية لازدهار العديد
من المدن والقرى من حولها ومنها قرية "العدارة" وهي قرية Edrain في جنوبها الشرقي[vii]
بسبب سيادة الأمن والاستقرار، وبالتالي ازدهرت الزراعة وبخاصة زراعة
"الكروم" والقمح وأصبحت هذه المناطق "مزرعة للكروم" وصناعة
النبيذ الذي يُرسل لمدينة غزة ومينائها الشهير "انثيدون" أو
"تيدا" حيث يصدر إلى دول حوض البحر المتوسط. وهنا يمكننا القول بان
ازدهار مدينة غزة كمركز هام للعلم والثقافة والرياضة والموسيقي بالإضافة لأهمية
مينائها التجاري قد جذب العديد من سكان هذه المناطق الجنوبية، وفي الوقت نفسه أصبحت
بمثابة "معازل" للمضطهدين ممن اعتنقوا الديانة المسيحية الجديدة في
القرون الأربعة الأولى للميلاد. ففي هذه القرية الصغيرة "تاباثا" أم
التوت" إلى الجنوب من تل العجول، ولد "هيلاديون" سنة 290م وهو أول
من أنشأ الأديرة في فلسطين – واليها هرب العديد من أبناء غزة تفاديا لاضطهاد
دقلديانوس" وغيرة من الأباطرة[viii]
.
العصر البيزنطي : جاء العصر البيزنطي الذي
يمكننا اعتبار بدايته مع الإمبراطور قسطنطين الأول الذي أعلن عام 325 م أن الديانة
المسيحية هي الدين الرسمي للإمبراطورية، وبالتالي أخذت أحوال المنطقة في الهدوء
والاستقرار وبدأت بناية الكنائس والأديرة تعم أنحاء فلسطين وذلك بتشجيع من أم
الإمبراطور القديسة هيلانة. إلا أن الديانة المسيحية دخلت مدينة غزة متأخرة عن
بقية المدن الفلسطينية بسبب انتشار الوثنية بين سكانها بالإضافة إلى قوتهم
الاقتصادية وما كانوا يدفعونه من ضرائب مجزية للإمبراطورية وقربهم من الجزيرة
العربية بقبائلها العربية المتصلة دوما بهم، مما حدا بالإمبراطور
"اركاديوس" 395 – 408 م وزوجته "ادوكسيا" أن يترددا كثيرا في
هدم المعابد الوثنية في غزة، إلا انه عاد وأمر جنوده بتدميرها عام 402م بطلب من
القديس بيرفيريوس الذي بنى كنيسة كبيرة وسط المدينة وأتمها عام 405م[ix]
مما دفع بالعديد من أبناء غزة إلى الاتجاه شرقا وجنوبا لمنطقة "تل
العجول". وهذا ما يبرر للبعض القول بأنهم قد حملوا معهم آلهتهم جنوبا ومنها
تمثال "مارنا" الذي سبق وان تحدثنا عنه. إلا أن هذه المقولة يعتريها
الشك لكثرة ما تم اكتشافه من آثار تفصح عن وجود مدينة مأهولة بشكل مكثف ومتواصل،
وبخاصة أنها بقيت تقع على شبكة هامة من المواصلات التي تربط بين فلسطين وغزة ومصر
وهي طريق "البحر VIA Maris"
وريثة طريق "حورس"، وما تم اكتشافه من أرضيات فسيفسائية لكنائس تعود
للقرنين الخامس والسادس الميلاديين تحيط بمنطقة "تل العجول" من الجنوب فسيفساء
"كنيسة أم عامر" وشرقا ما اكتشف في
"تل جًّمة" وشمالا في ميناء غزة عند "تل بطشان". وما
خفي من هذه الآثار اعظم ينتظر جهودا لعملية مسح وتنقيب آثاري علمي ومنهجي ليكشف
الكثير من فعاليات هذه المنطقة بأسلوب عملي وعلمي. الفتح الإسلامي :
وبه تمت استعادة الأرض
العربية لأهلها من الاستعمار البيزنطي حيث اتخذ الفاتحون من جنوب البحر الميت
بداية فتحهم لفلسطين. فكانت موقعة "العربة" ومنها اتجه المسلمون إلى
منطقة "داثن" أو الدميثة التي يطلق عليها " المغزّا"
"والمغازي" الواقعة جنوب شرق "تل العجول" بنحو 2 كم تقريبا.
تعتبر موقعة "الدميثه" (المغزّا) نقطة انطلاق نحو فتح مدينة غزة بقيادة
عمرو بن العاص 634 م. فهؤلاء القادة هم أنفسهم تجار "رحلة الشتاء
والصيف" واقدر الناس على معرفة دروب المنطقة. وهذا يدل علي ضعف مكانة
"تل العجول" كموقع عسكري متقدم واسر " الدميثه" منها هذه
المكانة. إلا أن التواجد العربي فيها كان مستمرا طيلة الحقبة البيزنطية وبقى كذلك
طيلة الحقبة العربية الإسلامية فكان من ابرز حوادثها نزول صلاح الدين الأيوبي
إليها مرتين سنة 584 هـ عندما اتخذها قاعدة عسكرية للانقضاض على مدينة غزة بعد أن
دمّر قلعة دير الروم (دير البلح)[x].
كما عسكر من بعده الملك العادل، ثم الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب 624هـ
يوم جمع الأمراء الأيوبيين في "تل العجول" بزعامته لإعادة توزيع ممتلكات
الأسرة الأيوبية مما يضفي دلالة على مكانة "تل العجول" كقاعدة هامة[xi]،
وبخاصة أن العصر الأيوبي 567-648 هـ (1171 – 1250م) تميز بالنضال والجهاد للقضاء
على القوات الصليبية المحتلة لفلسطين. ويفصح عن هذا التواجد العسكري الأيوبي في
"تل العجول" ما جاء على لسان أحد جنود صلاح الدين، الجندي جمال الدين
موسى يغمور منشدا:
يذكرنـا
زمان الذكر حقـا زمان اللهو في تل العجول
وتطلب مسلما يروي حديثا رغب في أحاديث الرسول[xii] وحافظت "تل العجول" سكنا وسكانا على تواجدها
طيلة الحقبة المملوكية (1250 – 1517م) كمنطقة أصبحت بفضل جهود سكانها مزرعة خصبة
لأبنائها وأبناء مدينة غزة التي ازدهرت عمرانا على يد القادة المماليك. فقد نزل
"تل العجول" السلطان محمد بن قلاوون عام 1299 م حيث تعرض لمحاولة انقلاب
فاشلة دبرها أحد زعماء "العويراتية" فأخمدها وقام بشنق خمسين من
المتآمرين[xiii].
وفي "تل العجول" حصلت معركة عام 1400 م بين الملك الناصر فرج بن برقوق
والخارجين عليه تمكن خلالها من التغلب عليهم[xiv].
أحدث القادة المماليك من
نهضة عمرانية في مدينة غزة حيث أنشأوا فيها الجوامع والزوايا والتكايا والخانات
والبيمارستانات والمدارس والمكتبات والحمامات[xv]حتى
بلغت غزة بذلك شأوا عظيما أصبحت خلاله تنعت بـ"المملكة الغزية"
و"غزة المحروسة". وحفاظا على استمرار أداء هذه المباني الدينية والصحية
والترفيهية لمهامها، قام المماليك بوقف مساحات شاسعة من أراضي "تل
العجول" لصالحها فها هو الملك الناصر يوقف "مزرعة تل العجول" لصالح
المارستان الغزي[xvi]،
مما يدلل على أهمية أبناء هذه المنطقة واجتهادهم في زراعة المنطقة وأهمية إنتاجها
وما تدره من أموال مجزية. إلا أن اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح في نهاية القرن
الخامس عشر جفف شرايين التجارة ومواردها على الدولة المملوكية وبالتالي على
المنطقة برمتها فاسر موقعها الهام، وبدأت مدينة غزة وقراها ومنها "تل العجول"
في الضمور السكاني في الوقت التي ظهرت فيه القوة العثمانية التي قضت على الدولة
المملوكية باحتلالها بلاد الشام ومصر عام 1517 م. منشية
العجول في العصر العثماني "1517 – 1917": جاءت
الدولة العثمانية وأركانها الرئيسة في الحكم ثلاث "عسكرية - إقطاعية - دينية
" فقام السلطان سليم الأول بتكليف القائد العسكري مصطفي باشا بن عبد المعين
بإقطاعية "سنجق غزة" الممتد من مدينة يافا شمالا حتى العريش جنوبا
إقطاعا عسكريا له ولأسرته من بعده والتي اصبح يطلق عليها "آل رضوان" من
أبناء مدينة غزة والتي اتخذتها هذه الأسرة على مدى قرن ونصف من الزمان مقرا رئيسا
لحكمها (1531 – 1675م تقريبا) أي في أوج عظمة الدولة العثمانية، وقد اثبت قادة هذه
الأسرة من أبنائها الباشوات والأمراء قدرا كبيرا من الحزم والإدارة الرشيدة
واستتباب الأمن وإمارة وقيادة محمل الحج يوم كانت مدينة غزة هي مركز التقاء جميع
حجاج بلاد الشام وأحيانا حجاج مصر، حتى غدت "مدينة غزة" في عصرهم
"عاصمة فلسطين" السياسية والإدارية إذا جاز التعبير، لان الدولة
العثمانية استأثرت بمدينة القدس " الشريف لتكون علاقتها واتصالها بالباب
العالي مباشرة، وذلك لمكانتها الدينية في أفئدة السلاطين العثمانيين. لذلك انصب
اهتمام باشاوات آل رضوان على زراعة الأراضي وإقامة السواقي لها وحفر
"الهرابات" وملئها بالمياه على طول طريق "الحج" الموازي شرقا
"لمنشية العجول". كما أنشأ "بهرام" باشا آل رضوان "
"بركة بهرام" جنوب غزة وشمال "تل العجول"[xvii].
واستولوا على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة "منشية تل العجول والنصيرات
وغرب ووسط دير البلح - ومعن ... وغيرها كما أبانته العديد من وقفياتهم، وأهمها
وقفية موسى باشا آل رضوان المسجلة في عام 1081 هـ[xviii].
فقد أشارت بعض الدفاتر العثمانية لسنة 1596م تعريف المنطقة باسم "منشية تل
العجول" وذلك لاعتبارها منشأة سكانية صغيرة بلغ تعداد "خاناتها" أي
أسرها، سبع عشرة أسرة، وأصبحت تابعة بل امتداداً " لحي الزيتون" وهو
الحي الجنوبي لمدينة غزة البالغ عدد أسره ثلاثة وعشرون أسرة في حين بلغ عدد اسر
"الدميثة" (المغازي) في نفس العام اثنان وستون أسرة[xix]،
وذلك لمرور طريق محمل الحج أو "الدرب السلطاني – قريبا منها ويدعم ذلك كثرة
"الهرابات" المنتشرة بها[xx]. ومما
هو جدير ملاحظته ازدياد مساحة الأرض الزراعية الموقوفة لصالح الأماكن الرئيسية في
الحقبة العثمانية، فقد أوقفت أراضي في "منشية العجول" لخليل الرحمن.
وكذلك "ارض رشيدة" الواقعة للجنوب مباشرة من ارض منشية العجول والتابعة
لها لصالح وقف خليل الرحمن. كما انتقلت أوقاف بعض الأراضي مثل "مزرعة تل
العجول " التي أوقفت لصالح البيمارستان المنصوري في العهد المملوكي إلى وقف
جامع السيد هاشم[xxi]
الذي أنشئ عام 1850 م بعد خراب البيمارستان المنصوري (خان الزيت فيما بعد). وهذا
يتمشى مع بنية الدول العثمانية الدينية التي ازدادت فيها ظاهرة الوقف "في
نهاية عصرها وبخاصة ما بين نهاية القرن السابع عشر ونهاية القرن التاسع عشر عندما
بدا الوهن العسكري والتسيب الإداري يدبان في جسد الدولة وما أصاب العديد من
الأمراء والباشوات المحليين من ضغوط ومصادرة أموال مما دفع بالكثير منهم إلى وقف
جميع أملاكهم وقفا ذريا تفاديا للاستيلاء عليها من قبل رجال السلطة العثمانيين،
كما فعل موسى باشا آل رضوان آخر باشوات هذه الأسرة عندما أوقف جميع أملاكه في غزة
والأراضي الواقعة جنوبها وفي الرملة ويافا بعد موت أخيه حسين باشا حاكم سنجق غزة
في سجن تركيا. وكذلك الوقف المكي* ووقف آل
المشرفي العديد من أراضيهم ودكاكينهم تقربا لله[xxii].
ومع
نهاية القرن التاسع عشر، بدأ التكالب الاستعماري بقيادة الإمبراطورية البريطانية
والفرنسية في نهش جسد الدولة العثمانية فاستولت بريطانيا على مصر سنة 1882م وأخذت
ترنو للاستيلاء على فلسطين بحجة الدفاع عن قناة السويس، بالإضافة إلى مساندة ابشع
وسيلة لتقسيم الأمة العربية الإسلامية بزرع ما سمي "إسرائيل" في فلسطين،
والإعلان عن مشروع قيام دولة لليهود في فلسطين وبداية زرع "مستخربات"
فيها ابتداء من نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين وما اقترفته بريطانيا عندما
قامت بترسيم خط حدودي هندسي تعسفي فاصل فصل فلسطين لأول مرة في التاريخ عن
امتدادها الطبيعي في سيناء عام 1906 بدءاً
برفح على شاطئ البحر المتوسط حتى طابا[xxiii]
على خليج العقبة، ليصبح فيما بعد شعلة نار ونقطة احتقار وإذلال لم يعهدها سكان
فلسطين ومصر منذ اقدم العصور واصبح سدا أمام التواصل حتى الاقتصادي والبشري
الإنساني. منشية
"تل العجول" قاعدة عسكرية في الحرب الاولي1914–1918: بدأت
القوات التركية حملاتها العسكرية تساندها قوات الجيش الألماني مهاجمة التواجد
البريطاني على قناة السويس منذ عام 1915 م، واشتد أوار الحرب في عدة مواقع فاصلة
في "رمانة" وبئر العبد "طيلة عام 1916م، إلا أن الهزيمة والتراجع
كان من نصيب القوات التركية، وفيما كانت القوات البريطانية ومعها حلفاؤها يعبرون
سيناء كانت بعض القوات تقوم بمد خط "سكة حديد" وبجانبه أنبوب للمياه
يخترقان الصحراء لأول مرة في تاريخها وذلك ابتداء من شهر أيلول 1916 م واستمرت على
هذا النحو حتى وصل الخط الحديدي إلى خان يونس في أواخر مارس 1917 والي منطقة دير
البلح 5/4/1917 م. وقد حاول جنود الحلفاء جاهدين الاستيلاء على منطقة وادي غزة وتل
العجول كمرحلة أولى. وعندما تم الاستيلاء عليه بعد معارك ضارية اتخذوا منه ومن
منطقة منشية "تل العجول" قاعدة متقدمة للإعداد والتمويل وذلك في
26/3/1917[xxiv]،
وراس جسر للزحف والاستيلاء على مدينة غزة التي أمر القائد التركي جمال باشا سكانها
بإخلائها ولو زحفا على الركب، فخرج جميع السكان دون استثناء متجهين شرقا نحو
الخليل وشمالا نحو يافا واللد والرملة فيما عرف شعبياً بـ" رحيل غزة"،
وبالتالي انسحب هذا الإنذار عل سكان "منشية تل العجول" فأصبحت جميع المناطق
المأهولة خاليه من أبنائها ربما لأول مرة في تاريخها وكأن جمال باشا قد أراد أن
يقاتل هو وجنوده على مدينة ميتة. وبدأ
جنود الحلفاء يعززون منطقة منشية "تل العجول" بخزانات المياه والعتاد
وحشود الجنود حتى تحولت منطقة "منشية تل العجول" إلى قاعدة عسكرية تقدمت
منها ثلاث فرق إحداها اتجهت شمال شرق للاستيلاء على حصن "تل المنطار" 90
متراً فوق سطح البحر ومفتاح مدينة غزة الشرقي، وفرقة أخرى اتجهت شمالا نحو مدينة
غزة فاصطدمت كلتا الفرقتين بخط دفاعي تركي حصين ممتد من "تل الشيخ
عجلين" على شاطئ البحر حتى "تل المنطار" شرقا، دافع فيه المقاتلون
الأتراك دفاعاً مستميتاً أمام ثلاث هجمات لثلاث كتائب هزمت أمام "تل
المنطار" وتلال "الشيخ عجلين" الشمالية يومي 27/3/1917 و20/4/1917م
(انظر الخريطة 1 ) تكبدت فيها قوات الحلفاء نحو ستة آلاف وأربعمائة قتيل وجريح[xxv].
كادت هذه الهزائم النكراء أن تربك وزارة الحربية البريطانية فعدّلت من موقفها
القاضي "بان الهدف هو سقوط القدس" لزعزعة هيبة السلطان عبد الحميد
الثاني صاحب فكرة "الجامعة الإسلامية" اعتقادا منهم بسهولة الوصول
إليها، إلا انهم أمام هذه الهزائم الثلاث أرسلوا لقائد الحملة قائلين
"المطلوب ليس القدس بل اغتنام كل فرصة لقهر القوات التركية التي تقاوم في
غزة"[xxvi].
وعليه قامت قوات الحلفاء بضرب القوات التركية من البحر والجو وألقت عليها لأول مرة
في التاريخ قنابل غاز سامة وبالتحديد علي منطقة "تل العجول" المجابهة
لهم، حيث اعترفوا بأن بعض القطع البحرية للحلفاء والراسية قبالة شواطئ غزة كانت
مزودة بأربعة آلاف قنبلة غاز*!!
واستطاعت قوات الحلفاء أن تقتحم مدينة غزة والاستيلاء عليها يوم 7 نوفمبر 1917 بعد
تمركز قوات الحلفاء نحو سبعة شهور في "منشية تل العجول" وطرد قائديها
نتيجة فشلهما، إلى أن اقتحمها القائد الثالث "اللبني" من جهة الشرق والشمال
الأمر الذي لم تتوقعه القوات التركية المقاتلة في غزة، وبالتالي سقطت أول مدينة
فلسطينية. وهذا اليوم يذكرنا بيوم 2/ نوفمبر 1917 حيث طعن الحلفاء العرب وبالأخص
بريطانيا الدولة الاستعمارية التي لا عهد لها، بان أصدرت "وعد بلفور"
الذي منح بموجبه من لا يملك وعدا لمن لا يستحق تاريخيا ارض فلسطين دولة لليهود،
وان هذا الإعلان صدر قبل الاستيلاء على أول مدينة فلسطينية بخمسة أيام عاد بعدها أبناء المدينة المهجرين قسرا إلى
بيوتهم
ليجدوها مدمرة ولم يعد في الحقيقة سوى نصف السكان فقط في حين استوطن الباقون بقية
المدن الفلسطينية الجبلية والساحلية[xxvii]. خريطة رقم : 2
منشية
العجول"المغراقة" في عهد الانتداب البريطاني 1917 – 1948م في
هذا العهد المشؤوم، تعرضت فلسطين لعدة كوارث سياسية واقتصادية وديموغرافية أولها
استكمال فصلها عن الأرض العربية بوضع الحدود الفاصلة بينها وبين بلاد الشام
وثانيها فتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية وللحركة الصهيونية التي باشرت إنشاء
مستخرباتها كنويات عسكرية وزراعية بهدف الاستيلاء على الأرض أما
منطقة "تل العجول" والتي سيطر عليها الآن اسم "المغراقة"* فقد عاد إليها بعض السكان لمزاولة
الزراعة وبخاصة الكروم والحمضيات والخضروات لخصوبة تربتها وسهولة الحصول على
المياه لقلة عمق المياه الجوفية فيها (20-30متر)، مما دفع بالكثير من أبناء مدينة
غزة وبخاصة من "حي الزيتون" إلى استئجار مساحات شاسعة من أراضيها من
دائرة الأوقاف وشجعهم على ذلك قيام سلطة الانتداب بتعبيد طريق إسفلتي يربط غزة
بدير البلح وخان يونس ورفح (شارع صلاح الدين الآن). وفي الوقت نفسه ومع نهاية عام
1917 وبداية 1918 كان قد اكتمل مد خط السكة الحديد وبوشر لأول مرة في التاريخ
تسيير قطار عسكري يربط بين محطة غزة والقاهرة، أي قطار عابر للقارات إذا جاز
التعبير، ويخترق في الوقت نفسه ارض "المغراقة" ووادي غزة مما خفف من حدة
الوادي كخندق عازل للوصول لغزة الذي أقيم عليه "كوبري حديدي" أضفى معه
تعريب اسمه (Bridge) بحيث أصبح يطلق على المنطقة الواقعة الى جنوبه الشرقي "اسم
البريج" والتي أصبحت معسكرا للاجئين فيما بعد. كما أقام الإنجليز قبالتها
غربا معسكرا كبيرا فوق ارض النصيرات أطلق عليها "الكلبوش" كان بمثابة
معسكر لاعتقال ونفي الثوار من أبناء فلسطين. كما قام الانتداب الإنجليزي برصف
الطريق الشرقي لمدينة غزة ابتداء من شرق بيت حانون مرورا بشرق مدينة غزة حتى منطقة
"المنطار" ويستمر جنوبا حتى يلتقي عند "المغراقة" "بطريق
صلاح الدين" الحالية لتصبح نقطة الالتقاء هذه عقدة مواصلات وصمام أمان عسكري
بين شمال المدينة وجنوبها فيما بعد . ومما جعل لهذا الخط الإسفلتي الشرقي
"أهمية عسكرية بالغة الحساسية قيامهم بإنشاء مطار للطائرات "هو في
الحقيقة مهبط ترابي هبطت فيه العديد من الطائرات البريطانية والمصرية أيام
الانتداب وعزز في الوقت نفسه "نقطة التقاء" الطريقين والتي اصبح يطلق
عليها عند نهاية الانتداب "البوليس الحربي" كنقطة استراتيجية هامة على
راس ارض "المغراقة" التي أصبحت بمثابة راس جسر حيوي يمكن القابض عليها
السيطرة على الأمور الأمنية في البلاد بل الجنوب الفلسطيني بشماله من رفح –
غزة وبئر السبع جنوبا حتى أقصى شمال
فلسطين. وهكذا أصبحت منطقة تل العجول ثم
المغراقة أشبه بجزيرة يحيطها من الغرب البحر المتوسط بكثبانه الرملية ووادي غزة
جنوبا يخترقها قطار السكة الحديدي، ومن شرقها الطريق الرئيسي الذي يصل غزة
بالقاهرة، وعلى طرفها الشمالي عقدة الاتصال التي اصبح يضبطها "البوليس
الحربي" والذي اصبح اسمه ينسحب على المنطقة برمتها. فالأسماء تبقى حًّية حياة
الأرض. البوليس
الحربي1948 – 1967 : هكذا
خلقت الحرب العالمية الأولى واقعا جديدا نحو توأمة عسكرية بين منطقة أو "نقطة
البوليس الحربي" وهي راس منطقة تل العجول أو منشية تل العجول وبين "تل
المنطار" الذي يشرف على حي الشجاعية "التركمان" من الشرق، وتطل على
مدينة غزة بموضعها الاستراتيجي الهام. ومما ضاعف من هذه الحساسية العسكرية وجعل
لها مضاعفاتها السياسية بل والاجتماعية والنفسية، ما أعقب حرب عام 1948 العربية –
الإسرائيلية من قيام دولة إسرائيل وما تمخضت عنه، ما أطلق عليه "اتفاقية رودس
في فبراير 1949 (انظر الخريطة رقم 2)، على اثر انهزام الجيوش العربية نتيجة أسباب
لا مكان للدخول في تفصيلاتها بحثا. ولكن يمكن إيجازها بعبارة قالها اللواء المواوي
قائد الجيوش المصرية في حرب فلسطين بالحرف الواحد (أن من أهم الدروس التي
استفدناها من حربنا الأخيرة في فلسطين هو أن الحق لا تسمعه الأمم ما لم يكن سناده
جيش قوي[xxviii]). ولنعد
إلى ما وصلت إليه هذه الاتفاقية التي كان العرب فيها على غفلة من أمرهم أو ما سمي
بترسيم خط وقف إطلاق النار "خطوط الهدنة" والتي تمخضت عن استقطاع جزء
هام وحيوي من قضاء غزة السابق واصبح الآن يطلق عليه لأول مرة "قطاع غزة
" قطاعا مقطوعا ومقتطعا من مجاله الحيوي وبخاصة الزراعي منه الذي يمثل
"سلة خبزه" ويأخذ شكل الشريط المستطيل في أقصى جنوب فلسطين طوله نحو 45
كيلو متر وعرضه يتراوح ما بين 5 كم عند مدينة غزة في الشمال ويتسع في الجنوب ليصل
الى12 كم عند منطقه رفح بمساحة تقدر بنحو 365
كم2، وهذا ما افقده أية قيمة عسكرية بل اصبح ولأول مرة غير صالح مطلقا لأية
عمليات عسكرية تحمي سكانه والتي تستلزم بالتالي اتساعه الذي هو من ضرورات الانسحاب
الاستراتيجي ومعاودة الهجوم. لذا لم يعد هناك أية طمأنينة لأي قوات عسكرية على
سلامتها في هذا القطاع*، وفقا
لهذه "الهدنة الموهومة" .
وأمام
هذا الخزان البشري قامت إسرائيل بتكثيف "المستخربات" شرق "خط
الهدنة". فقبل عام 1948 م لم يزد عدد هذه "المستخربات" على ثلاث
هي: "نير عام" قبالة بيت حانون، و"ييرون اسحق" شرق المنطار
و"كفار داروم" شرق دير البلح. أما بعد ذلك وفي أوائل الخمسينات، فقد قفز
عددها إلى عشرين، مما دفع الحكومة المصرية إلى التكتم الشديد عند تعزيز القطاع بأي
نوع من أنواع الأسلحة الثقيلة أو الوحدات القتالية النظامية والتي في الحقيقة لم
تزد عن بعض الجنود وقوات الشرطة من أبناء القطاع وبعض المتطوعين الذين كانوا
يحرسون بعض النقاط المختارة شرق وشمال القطاع مما جعل المنطقة في حالة استنفار
وتوتر وعدم استقرار بشكل شبه دائم، وبخاصة الأراضي الشرقية المتاخمة "لخط
الهدنة" أو خط وقف إطلاق النار" مما دفع القوات المصرية في القطاع إلى
إصدار أوامرها[xxx]في
30/10/1948 ولأول مرة "بمنع التجول والتواجد شرق خط رفح - البوليس الحربي،
وهي "الطريق المؤدي إلى بئر السبع عند نقطة البوليس الحربي مارا بالمنطار
وطريق برير إلى تقاطع الطريق الرئيسي غزة – بيت حانون، من الغروب وحتى
الشروق". وكذلك فرض منع التجول في المدن وبينها وبين القرى والمعسكرات من
الساعة 12 ليلا حتى الخامسة صباحا[xxxi].
كما صدر في نفس العام وبتاريخ 30/6/1950 الأمر رقم 57 "المادة 1" والذي
ينص على أن "تخلى المنطقة شرق طريق رفح – غزة العمومي من جميع البدو الرحل
القاطنين بها ابتداءً من رفح جنوبا إلى نقطة "البوليس الحربي" الموجودة
بالقرب من وادي غزة شمالا على أن يسمح لهم بالإقامة غرب هذا الطريق[xxxii].من
هنا بدأت دقة الحساسية الأمنية وبالتالي العسكرية لكلا الطرفين في هذه المنطقة
وعلى رأسها منطقة وعقدة "البوليس الحربي" وبخاصة لو علمنا أن شرق هذا
الخط وبالقرب من منطقة "منشية تل العجول أو المغراقة" اصبح هناك مجمع
بشري جديد اسمه "معسكر البريج" يقطنه 14384 لاجئ حتى سنة 1950 والي
الغرب منه (أي غرب طريق رفح – غزة) أقيم معسكر النصيرات وعدد سكانه من اللاجئين
بلغ 10671 نسمة[xxxiii]،
مما غذى المنطقة بأيدي عاملة لها دورها
فيما بعد في زراعة هذه المنطقة وعلى وجه الخصوص "المغراقة" ونقطتها
"البوليس الحربي" التي أصبحت بالرغم من ذلك منطقة حساسة دفعت موشيه ديان
نفسه لان يقود عملية استطلاع يوم 16/10/1950 في منطقة الشيخ نبهان على الحدود عند
مجرى وادي غزة كنقطة عسكرية فاصلة وواصلة بين الشمال والجنوب للقطاع، والى الشرق
منها أصبحت منطقة حرام – أي يُحرّم على أبناء القطاع استغلالها جيدا والتجول فيها
إلا في وضح النهار فقط، إلا من الفقراء الذين
كانون يجتازون هذه المخاطر ليلا لكي يجلبوا من أراضيهم الواقعة داخل الخط
الذي سُمي بالأخضر " أو "خط
الهدنة" شيئا من القمح أو الشعير أو ما امتدت إليه أيديهم حتى من
"الحشائش" أو خراطيم المياه"، لكي يعيلوا اولادهم وكثير منهم كانوا
يقعون في الأسر أو القتل أو يعودون جرحى، وهذا ما كانت تتذرع به إسرائيل للقيام
بعمليات عسكرية تقتل فيها الأبرياء وتدمر وتخرب كما سنرى. حتى
قامت ثورة 23 يوليو سنة 1952 المصرية، فكانت
نقطة تحول فاصلة وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة برمتها سياسيا وعسكريا واجتماعيا
وبخاصة أبناء قطاع غزة حيث أصبح هذا القطاع يعرف باسم "الإدارة المصرية في
قطاع غزة" أو "إدارة الحاكم الإداري العام". وكان قائد الثورة جمال
عبد الناصر يرسل إليها خيرة رجاله خبرة في جميع الشئون الإدارية والاقتصادية
والثقافية والتعليمية والصحية لترقية القطاع وتنميته في شتى هذه المجالات حتى غدا
القطاع "فلسطين الحرة" يحمل لواء فلسطين وهموم قضيتها وفتحت أبواب
الجامعات المصرية على مصراعيها لأبناء القطاع للتعليم فيها بالمجان وتخريج كوادر
فاعلة لبناء هذا الجزء المتبقي من فلسطين. كما قامت الثورة بإعداد كوادر عسكرية
وتدريب فرق من المتطوعين يكونون نواة للجيش الفلسطيني . وبالمقابل بدأت إسرائيل
بالضغط على الثورة من خلال قطاع غزة طيلة الخمسينات الأولى التي تميزت بحساسيتها
السياسية والعسكرية خاصة في الفترة من 1953 – وحتى 1956 وقد تمثلت هذه الضغوط
بمحاولة توطين اللاجئين في سيناء فيما عرف باسم "مشروع التوطين"*. ثم محاولة فرض صلح دائم بين العرب
وإسرائيل بقيادة مصر أولا. كما حاولت بريطانيا إغراء مصر نقل القوات البريطانية من
القناة وتمركزها في غزة[xxxiv]
وربطها بتوطين اللاجئين في سيناء، إضافة إلى المطالبة بحرية الملاحة للسفن
الإسرائيلية في قناة السويس. إلا أن جميع هذه الضغوط قد تحطمت على صخرة الإرادة
العربية الشعبية لأبناء غزة حيث قاموا بمظاهرات عنيفة أعربوا فيها عن سخطهم ورفضهم
للمشروع مرددين : "يسقـط مشروع التوطين" "
لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان" " لا إسكان ولا توطين إلا بعودة
فلسطين" وهكذا
سقط مشروع التوطين وكذلك مشروع "الكنتونات" أو الدويلات التي روجت له
الدول الاستعمارية[xxxv].
وقاومت مصر أنواع الضغوطات مما أجج معه الاعتداءات الإسرائيلية على المواقع
الحساسة في القطاع، وكان من أخطرها الاعتداء على معسكر البريج ليلة 28/3/1953 على
بعد 2 كم داخل القطاع، حيث داهم الجنود الصهاينة المعسكر والناس نيام ليلا واخذوا
يقذفون بقنابلهم اليدوية على الأطفال والنساء النائمين داخل أكواخهم. وعندما فروا
مذعورين من بيوتهم أمطروهم بوابل أسلحتهم الأتوماتيكية فقتلوا عشرين شهيدا وأصيب
27 بجراح خطيرة و35 بجراح اقل خطورة، وقد علق على هذا العدوان البربري رجل الهدنة الجنرال "فان بنيكه"[xxxvi]
بأنه "عدوان همجي لا رحمة فيه". ومن الاعتداءات الملفتة للنظر ما حدث
ليلة 14/8/1954 عندما قام الصهاينة بالتوغل في القطاع نحو 3 كم متجهين إلى البئر
الوحيد الذي يغذي أبناء مدينة غزة بمياه الشرب (بئر الصفا) لتدميره وقاموا بقتل
العديد من المواطنين الأبرياء الذين يديرون شئون البئر*. جاءت
المعركة الفاصلة ليلة 28 فبراير 1955م (انظر الخريطة رقم 4)، والتي دبر لها وقادها
"شارون" على راس سرية قوامها مائتي عسكري اجتازت خط الهدنة ليلا وتوغلت
لمسافة ثلاثة كيلومترات داخل غزة، إحداها فرقة بقيادته اتجهت نحو "بئر
الصفا" لنسفه مرة الثانية ومحاولة القضاء علي الجنود المصريين والفلسطينيين
فيه، والفرقة الثانية اتجهت نحو نقطة "البوليس الحربي" لقطع الطريق على
أية نجدة تهب مدافعة من مركز القيادة الجنوبي(خان يونس) الفلسطينية. ودارت رحى
المعركة الأولى عند بئر الصفاء ومحطة غزة قُتّل فيها قائد إحدى السرايا ويدعى
"سوفابو" والذي رآه شارون قبل دقائق يقف على راس جندي فلسطيني بعد أن
استشهد شاهدة بعد دقائق وقد سقط وسحله أحد العساكر اليهود من ساقه ورأسه يتخبط في
الأرض وهو ميت، مما آثار القشعريرة في جسد شارون عندما!! رأى هذا المتجبر يسحل
هكذا، والقائد الثاني كان يدعي "موتاغور"** وانتهت هذه المعركة بهزيمة شارون هزيمة
نكراء قتل فيها عشرة جنود وأصيب أربعة عشر جنديا[xxxvii]
. أما المعركة الثانية فكانت في منطقة "البوليس الحربي" أو
المغراقة، التي كانت بمثابة مجزرة رهيبة
قام على أثرها قائد الفرقة المصري بحشر خمسة وعشرين جنديا في سيارة عسكرية واغلق
عليهم بغطاء سميك (شادر) واتجهوا لنجدة إخوانهم في "بئر الصفا". وما أن
وصلت السيارة مفترق الطريق "البوليس الحربي" عنق الزجاجة، حتى فجر
اليهود صفيحة كبيرة من البنزين انزلقت على أثرها السيارة فاتجهت مؤخرتها نحو
الكمين اليهودي الذي أمطرها بوابل من الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وزخات من
الرصاص مما أدى إلى استشهادهم جميعا باستثناء جندي واحد نجا من الموت بأعجوبة وقد
قطع إبهامه* وتظاهر بالموت وقال بعدها
أن الجنود الإسرائيليين انقضوا عليهم جميعا واخذوا يسرقون ساعات الضحايا بما فيها
ساعته هو!! وكان مجمل الضحايا 37 شهيدا ومدنيين و33 جريحاً. وقد صرح شارون بعد
المعركة وهو في الميدان "نحن في طريق العودة .. مثقلون جدا"[xxxviii].
أسماء
بعض من شهداء 28/2/1955
وما
أن تلقى أبناء غزة شهداءهم وهم في حالة تفحم في صبيحة يوم 1/3/1955 حتى هبوا
جميعا، فكانت الانتفاضة الكبرى التي خرج فيها أبناء القطاع عن بكرة أبيهم يرددون
شعارات : يسقط عهد البكباشية، لاصلاح في جمال ولا جمال في صلاح، وغيرها من
الشعارات التي كانت تخرج من حناجرهم لا من قلوبهم لمحبتهم لهذا الرجل القائد
"عبد الناصر" لكن هول المجزرة جعلهم ينادون بأعلى أصواتهم مرددين
:- سـال الــدم يحيا الـدم** ،نريـد التطـوع الإجباري، العـودة
العودة حق الشعب، لا شرقيــة ولا غربيـة. وما هي إلا أيام حتى تم اعتقال هذه
النخبة من الشباب المنتمين للعديد من الأحزاب ونقلهم إلى معتقلات مصر. مما دفع عبد
الناصر أن يأتي لمدينة غزة يوم 28/3/1955 حيث ألقى خطبة في أبناء غزة قال فيها
"لقد كانت حادثة 28/فبراير الاعتداء اليهودي المدبر نقطة تحول وانها صفعة
قوية اصابت الثورة المصرية ولن تنسى مصر هذه الفعلة لاسرائيل ... لن ننساها".
وفي مقابلة مع الكاتب البريطاني "ديسموند ستيورت" اكد جمال عبد الناصر
بأنه على الرغم من انه رجل عسكري وثوري الا انه يكره العنف ويعتبر الجيش المصري
وسيلة للتثقيف". لكن كل شئ تغير عندما حصل عدوان 28/فبراير/1955، وفهمت انه
يجب ان يكون لدينا اسلحة للدفاع عن انفسنا" [xxxix].وهكذا
اتجه عبد الناصر إلى الكتلة الشرقية لشراء الاسلحة التشيكية والسوفيتية ليقلب
موازين المنطقة العسكرية . اما
شارون فقد اعتبر ان هذه الموقعة كانت بمثابة "خط التقسيم" لشئون الشرق
الاوسط[xl]،
وقال لقد علمتني جميع المعارك التي خضتها (قرابة سبعين عملية حتى عام 1955) بان
العرب اقوياء، ويضيف: "ان التجارب علمتني اننا لكي نهزم الجنود العرب، علينا
ان نفقدهم توازنهم في البدء وعدم السماح بخوض المعركة وفق تصورهم لها"،
وموضحا ان هدفه دائما هو "ايجاد نفسيه انهزامية عند العرب بضربهم بلا هوادة
بحيث يصل بهم الامر إلى التخلي عن ارادتهم وملاشاة رغبتهم في القتال .... واقناعهم
بعدم جدوى الحرب التي لا تجلب لهم سوى الدمار والخراب والمذلة[xli].
تلك هي نفسية ذلك الرجل الذي فجر فتيل المنطقة برُمتها وغيرّ مسارها الاستراتيجي
والتكتيكي بوحشيته التي تجلّت صاخبة في منطقة غزة وبالتحديد عند "نقطة
البوليس الحربي". وقد ادان مجلس الامن الدولي إسرائيل بالاجماع على هذا
الاعتداء الوحشي في 29/3/1955م[xlii].
وبالرغم من هذا وقبل ذلك بايام، اي في 25/3/1955 اقترح بن غوريون على مجلس الوزراء
الاسرائيلي احتلال قطاع غزة بشكل نهائي واستمرت المناقشة خمسة أيام انتهت بانقسام
الوزراء ورفض الاقتراح تسع وزراء وايده خمسة وامتنع اثنان عن التصويت !![xliii]. ومع
بداية شهر نيسان من نفس العام ارسل جمال عبد الناصر قوات من الجيش المصري رابطت
فوق التلال المشرفة على "خط الهدنة" شمال وشرق القطاع، كما بدأ نوع جديد
من الحرب الفدائية النظامية، اسسها وقام بتنظيمها الضابط مصطفى حافظ تتألف من مئات
الفدائيين من أبناء فلسطين مقسمين إلى وحدات وخلايا كل واحدة منها تحمل اسم القرية
أو المدينة التي نزح منها هؤلاء الفدائيون معتمدين اسلوب "الكر والفر"،
لكي يؤكدوا لليهود المهاجرين ان هذه الأرض لها اصحابها، وفي الوقت نفسه للرد على
كل هجوم تحاول اقترافه إسرائيل ضد المواطنين في القطاع. وهذا ما حدث فعلا في
5/4/1956 حيث شنت إسرائيل هجوما بربريا جبانا امطرت فيه مدينة غزة بقنابل المورتر من وراء خط الهدنة – من الساعة
الثانية والربع ظهرا وحتى السادسة مساءً، مستغلة احتفال الناس "بموسم شعبي
خميس أبو الكاس"راح ضحيتها نحو ستين شهيداً وثلاث وتسعين جريحا نصفهم من
النساء والاطفال والباقي من الشيوخ وجميعهم من المدنيين[xliv]،
مما اوقد نارا في أفئدة أبناء القطاع وبخاصة لو علمنا ان اعتداءات اليهود على
المدنيين ابتداء من هذا العام وبالتحديد من يوم 28/2/1955 وحتى 5/4/1956 أسفرت عن
174 شهيدا و196 جريحا خلال عام تقريبا[xlv]
تحول معها القطاع قاطبة إلى "بيت عزاء"، مما دفع القوات الفدائية"
للثار بعد يوم واحد، وذلك بالتوغل داخل أراضي فلسطين المغتصبة حيث زرعوا الذعر
والرعب في قلوب اليهود وقواتهم في كل المدن والقرى تقريبا في عسقلان وبيت دجن ويافا
وبئر السبع بواسطة تفجير الشاحنات والسيارات، الأمر الذي اربك بن غوريون واصبح
يتخبط لايجاد حل لمشاكل امن إسرائيل – على حد تعبير شارون، لانه بدأ يشعر انه
مهاجم من كل الاتجاهات : من ثأر الفدائيين والخسائر الناجمة عنها وبصفة خاصة بدء
هجرة المستوطنين من المناطق الحدودية، والاسلحة المصرية الجديدة والتي كان سببها
المباشر كما اسلفنا "الاعتداء على
منطقة "البوليس الحربي". –هذه الامور جميعا دفعت بن غوريون بان
لا يشك لحظة في وجوب اندلاع حرب[xlvi].
وجاءت الفرصة بشن كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على مصر على اثر تأميم قناة السويس
من قبل عبد الناصر في يوليه 1956 فكانت الفرصة السانحة لاسرائيل للاشتراك معهم،
فكان العدوان الثلاثي في 29/10/1956م على مصر واستيلاء إسرائيل على قطاع غزة يوم
2/11/1956، محدثة مجازر رهيبة في أبناء القطاع دون تمييز واستمرت في احتلالها
اربعة شهور كانت تشترط لانسحابها شروطا
اربعة هي: عدم عودة الفدائيين لقطاع غزة،
وعدم عودة الإدارة المصرية للقطاع، حرية الملاحة في قناة السويس، وحرية الملاحة في
مضائق تيران، ثم انسحبوا يوم 7/3/1957 من
القطاع مرتكبين عدة مجازر وحشية في غزة وخان يونس راح ضحيتها المئات من الأبرياء
ودخلت قوات الطوارئ الدولية في صباح ذلك اليوم للقطاع "U.N.E.F" حيث بدأت بتوزيع المنشورات المعنونة "ان الدول التي
تحكمكم هي.."وكأن تدويل القطاع بات امرا واقعا.وهنا هب أبناء القطاع بانتفاضة
عارمة ومظاهرات استمرت لمدة اسبوع يهتفون فيها في وجه قوات الطوارئ الدولية: نرحب
بكم ضيوفا لا محتلين/ غزة عربية ليست دولية. مؤكدين على وجوب عودة الإدارة المصرية
للقطاع وهم يعلنون في وجه القوات الدولية: Egypt.. وقاموا
بتمزيق علم هيئة الامم من فوق السرايا الحكومية واستشهد البعض* وجرح ( البقية في العدد الثاني ) المراجع * اختلف الكثير حول اسباب التسمية، فهناك
من ينسبها لكثرة ما عثر عليه من تماثيل لبعض العجول تيمنا بـ"العجل
ابيس" المصري. وقول اخر وهذا ما أميل اليه هو وجود تلال صغيرة عملت فيها
عوامل التعرية على اظهارها بشكل يشبه العجل ولا ادل على ذلك ان هناك قرية في منطقة
تل العجول نفسها تدعى قرية السنام" اي تشبه سنام الجمل. ** مدينة هامة تقع ضمن النفوذ البيزنطي (تركيا
حالياً)، وكانت تتميز بتجارتها الوفيرة. * قام فلندرز بتري بعملية مسح آثارى في تل
العجول في الفترة الواقعة ما بين سنتي 1931 - 1935 م. * نسبة لما اوقفه حسين باشا مكي حاكم سنجق
غزة مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي * اعترف كثير من ابناء تل العجول"
بوجود مساحات من اراضيهم لا تصلح للزراعة لتعرضها لبعض القنابل ايام الحرب الاولى
وبالتالي تعتبر هذا اول حرب كيميائية مدمرة يستخدمها الحلفاء في منطقة تل العجول.
وانظر المرجع السابق – الحرب العالمية الاولي – موسوعة تاريخية مصورة – العدد24
ص31.. *وذلك لغمرها وغرقها بمياه الامطار في فصل
الشتاء لانخفاض منسوبها قليلا عن مستوى الارض المجاورة لها. * عندما عقدت اتفاقية الهدنة في جزيرة
رودس سنة 1949 كانت القوات المصرية في بئر السبع والفالوجا ومنطقة عصلوج وقد اقترح
نائب الوسيط الدولي ان يكون لمدينة بئر السبع حاكم مصري الا ان النتيجة وصلت الى
رفض اليهود وانسحاب القوات المصرية من الفالوجا وعصلوج ... للمزيد انظرا الوقائع
والاحصاءات – العدد الاول - مكتب الوقائع والاحصاءات-غزة–اكتوبر–نوفمبر–ديسمبر1949
ص11. * لقد اختلف العديدون حول مصدر فكرة هذا
المشروع فهناك من يرى انه مشروع امريكي واخرون يرون "الهيئة العربية
العليا" وبموجبة يتم ترحيل 59.500 لاجئ فلسطيني واعادة توطينهم في شمال غرب
سيناء في مناطق (القنطرة وجلبانه والبلاح .. الخ وقيل في وادي العريش بمصر كما
تردد هو تأهيل اللاجئين وتوطينهم وادماجهم من جديد في الحياة الاقتصادية لمصر. وقد
كشف امر هذا المشروع احد ابناء غزة الذي كان يعمل في " الاونروا" وعلى
اثره قام الشباب بمظاهرات صاخبة ترفض المشروع.
* قتلوا المواطن "عليان سعد"
الذي كان يدير موتور ضخ المياه – للمزيد ارجع الى – اعتداءات اسرائيل قبل هجوم 29
اكتوبر1956م – الامانة العامة لجامعة الدول العربية – ادارة فلسطين الشعبية
السياسية – القاهرة 1957 ص 81.
** اصبح فيما بعد وفي السبعينات حاكم غزة
وقد اصيب بالسرطان وانتحر بطلقات مسدسه التي صوبها على راسه .
* وهذا الجندي يدعى علي الوديه .
** كان من قادة هذه المظاهرات الاستاذ
المرحوم فتحي البلعاوي والاستاذ المرحوم معين بسبسو.
* استشهد الشاب محمد على مشرف وهو ينزل
العلم من عن السرايا الحكومية وقد لُقب "بشهيد العلم" .
[i]
M.A.
Murray, Some Cannanite Scarabs, P.E, 1949, PP. 92-93.
[ii]
Flinders
Petrie, Treasures of Ancient Gaza–Ancient Egypt and East, Part2-1932-p6-8. انظر ايضا – سليم المبيض – غزة وقطاعها –
دراسة في خلود المكان وحضارة السكان - الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1987
ص56 – 57.
[iii] مصطفي مراد الدباغ – بلادنا فلسطين – الجزء
الاول – القسم الاول – دار الطليعة – بيروت 1964 ص493.
[iv]
Flinders
Petrie, Ibid, part3 –1933 – p41-44.
and Ancient Egypt and East Part 3-1934-p1-6. وانظر ايضا نفس المرجع السابق لنفس
المجلة
Ancient Egypt and East Part
3-1934-p1-6
[v] للمزيد انظر – سليم المبيض – غزة وقطاعها –
المرجع السابق ص61 – 72
[vi] مصطفي الدباغ – بلادنا فلسطين – الجزء الاول–
القسم الثاني–دار الطليعة– بيروت 1966 ص129–131.
[vii] مصطفي الدباغ – المرجع السابق ص133 .
[viii] سليم المبيض – النصرانية واثارها في غزة وما
حولها – مكتبة اليازجي – غزة ص- 44 – 45. انظر ايضا الياس حنا رنتيسي – تاريخ يافا
من اقدم العصور حتى الوقت الحاضر – ج1 – عمان – 1995 ص38.
[ix] الشماس قرقس – حياة القديس ييرفيريوس اسقف غزة
المعاصر للقيصر الجاديوس – ترجمة وهبه الله هرون القدس –1900 ص .
[x] ياقوت الحموي – معجم البلدان – المجلد 3 – دار
احياء التراث – بيروت – بدون تاريخ- ص424 .
[xi] سمير شما – النقود الاسلامية التي ضربت في
فلسطين – مطبعة الجمهورية – دمشق – 1980 ص57.
[xii] السلوك في معرفة دول الملوك – المقريزي
[xiii] المقريزي – السلوك في معرفة دول الملوك – ج1،ق3
ص882 .
[xiv] بدر الدين محمود العيني – عقد الجمان في تاريخ
اهل الزمان – حققه د. محمد حسين امين – المجلد الثالث حوادث وتراجم 689 – 698هـ
الهيئة العامة للكتاب – القاهرة 1987 ص462 والمجلد الرابع ص17.
[xv] سلم عرفات المبيض – البنايات الاثرية الاسلامية
في غزة وقطاعها – الهيئة العامة الكتاب – القاهرة 1995.
[xvi] الشيخ عثمان الطباع – اتحاف الاعزة في تاريخ
غزة – مخطوط – غزة ص
[xvii] سليم المبيض – البنايات الاثرية الاسلامية في
غزة وقطاعها – الهيئة العامة للكتاب – المرجع السابق ص35-37.
[xviii] سليم المبيض – وقفية موسى باشا ال رضوان – ابن
سيناء – القاهرة 2000 .
[xix]
W.D. Hutteroth
and K.Abdelfattah, Historical geography of
[xx] سليم المبيض – غزة وقطاعها – المرجع السابق
ص304.
[xxi] محمد البشري وزميلة – اوقاف واملاك المسلمين في
فلسطين – المرجع السابق ص148 – 151 وانظر ايضا : الشيخ عثمان الطباع – اتحاف
الاعزة بتاريخ غزة – المرجع السابق ص199.
[xxii] سليم المبيض – وقفية موسى باشا ال رضوان سنة
1081هـ –مكتبة ابن سيناء–القاهرة 2000 ص74-72.
[xxiii] للمزيد والتفاصيل انظر د. محمود الديب – حدود
فلسطين – القاهرة
[xxiv] الحرب العالمية الاولى موسوعة تاريخية مصورة
1914 – 1918م الجزء العشرون – منشورات المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر –
بيروت – بدون تاريخ – ص21-26 .
[xxv] الحرب العالمية الاولى – موسوعة تاريخية مصورة
– المرجع السابق ص31.
[xxvi] المرجع السابق ص31 – 32.
[xxvii] سليم المبيض – النصرانية واثارها – مكتبة
اليازجي – غزة –1998 وانظر كذلك .
[xxviii] مجلة المشاه (المصرية) – العدد السابع الصادر
يوم 29/7/1949 – القاهرة ص3.
[xxix] الوقائع
والاحصاءات–العدد الاول–مكتب الوقائع والاحصاءات-غزة–اكتوبر–نوفمبر–ديسمبر1949
ص11.
[xxx] الوقائع الفلسطينية – العدد الثاني – 31 مارس
1950 غزة.
[xxxi] الامر رقم 114 الصادر يوم 31/مارس /1950 –
الوقائع الفلسطينية – العدد الثاني – غزة 1950.
[xxxii] الوقائع الفلسطينية – العدد الثالث –
30/يونيه/1950 – غزة.
[xxxiii] الوقائع والاحصاءات – مكتب الوقائع والاحصاءات
بغزة – وزارة الحربية والبحرية – 1949 ص4.
[xxxiv] جريدة الرقيب (الغزية) – السنة الاولي – العدد
42 الصادر يوم 10/فبراير /1952 ص1 وكذلك العدد 62 يوم 15/8/1952 ص1
[xxxv] جريدة "غزة" – السنة الثانية العدد
51 الصادر يوم 16/9/1952 ص2.
[xxxvi] جورج فوشيه – جمال عبد الناصر في طريق الثورة –
ترجمة نجده طاهر وسعيد العر – المكتب التجاري بيروت 1960ص123 .
[xxxvii]
مذكرات
اريل شارون – ترجمة انطون عبيد – مكتبة بيسان – بيروت 1992 ص32.
[xxxviii] مذكرات اريل شارون – ترجمة انطون عبيد – مكتبة
بيسان – بيروت – 1992 ص135.
[xxxix] جورج فوشيه – جمال عبد الناصر في طريق الثورة –
ترجمة نجده طاهر وسعيد العر –المكتب التجاري – بيروت 1960 ص35-39 .
[xl] مذكرات اريل شارون – المرجع السابق ص13.
[xli] مذكرات اريل شارون – المرجع السابق ص152 – 153
.
[xlii] اعتداءات اسرائيل قبل هجوم 29/اكتوبر سنة 1956
على مصر – الامانة العامة للجامعة الدول العربية ادارة فلسطين الشعبة السياسية –
القاهرة 1957م ص99-101 .
[xliii] ليفيا روكاش الارهاب الاسرائيلي المقدس –
مذكرات موشي شاريت الشخصية – بدون دار نشر وتاريخ ص95.
[xliv] اعتداءات اسرائيل قبل هجوم 29/اكتوبر /1956 –
المرجع السابق 162 – 163.
[xlv] المرجع السابق ص192 – 193 .
[xlvi] مذكرات اريل شارون – المرجع السابق ص171 .
[xlvii] نشرة الاحصاء الرسمية عام 1954 – دار الاحصاء
والنشر – الادارة المصرية بفلسطين – غزة ص42 وكذلك نشرة الاحصاء الرسمية عام 1955
– 1958 – ادارة الاحصاء والنشر – ادارة الحاكم الاداري العام بقطاع غزة – جدول رقم
1. |
|