يديعوت – مقال – 13/6/2001 بقلم : بونديك* في الايام الاخيرة أعلن وزير الدفاع ان الفلسطينيين رفضوا في كامب ديفيد الاقتراح الاسرائيلي السخي جدا الذي قدمه اهود براك وهو اقامة دولة فلسطينية على 97 في المائة من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة، والحصول على تعويض مماثل من حيث الحجم مقابل 3 في المائة من المناطق تضم الى اسرائيل. وهناك الكثير من الناطقين من اليسار، وبالطبع من اليمين، يكررون نفس القول. لقد انطلى عليهم التزيين الاعلامي وتمسكوا بالشعار سهل الاستيعاب: نحن اقترحنا الحد الاقصى، والفلسطينيون ليس فقط لم يجيبوا، بل شنوا الانتفاضة. ليس لدي كلمة جميلة أقولها عن الانتفاضة وعن العنف الفلسطيني. غير ان اقتراحا اسرائيليا رسميا من هذا النوع لم يطرح أبدا. من ناحية عرفات ورجاله، فان الجانب الفلسطيني قدم في اوسلو التنازل الجوهري والاساسي في المجال الاقليمي. لقد وقع الفلسطينيون هناك على وثيقة يفهم منها بوضوح، كذلك حسب رأيهم، ان حق تقرير المصير الفلسطيني - أي دولتهم - يجُسد فقط في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. بكلمات اخرى، اتخذوا آنذاك قرارا بحجمٍ بن غوريوني، باقامة دولتهم على 22 في المائة فقط من مناطق ارض اسرائيل الانتدابية. والقيادة الفلسطينية تواصل التمسك بهذا الخط حتى في هذه الايام. لقد طرح براك في بداية المفاوضات اقتراحات اقليمية لا يمكن ان تستخدم كقاعدة للاتفاق، بدءاً من 60 في المائة من الارض، ثم 70 في المائة و80 في المائة، وفي النهاية في كامب ديفيد 90 في المائة. هكذا اعتقد انه يستطيع التوصل الى اتفاق حول ضم اسرائيلي للضفة الغربية بدون مقابل اقليمي. وحين فهم ان عليه ان يوافق على تعويض اقليمي، افترض براك ان المقابل سيكون أقل من تناسب واضح وعادل: واحد الى واحد. عشية نهاية مؤتمر كامب ديفيد أوضح الامريكيون للفلسطينيين ان الاقتراح الاسرائيلي الاقصى يشمل ضم 9 في المائة وتعويض 1 في المائة. وللمقارنة، أعطى اسحق رابين الاردنيين في اتفاق السلام تعويضا اقليميا بتناسب دقيق: واحد الى واحد، عن التعديلات الحدودية في عرابا. وفهم مناحيم بيغن ان التنازل عن كامل سيناء هو فقط الذي يمكن من ابرام اتفاق مع مصر، لذلك اضطر الى الموافقة على اخلاء كل المستوطنات. في كل الاحوال، فان الاقوال الاخيرة لوزير الدفاع، كما ذكر أعلاه، هي نوع من النسخ التاريخي. لقد كان الموضوع الاقليمي وما زال القاعدة التي سيستند عليها أي اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. كذلك ففي اللحظات الحالية، على الجمهور الاسرائيلي والجمهور الفلسطيني ان يدركا انه ليس بمقدور أي سحر لفظي تغيير حقيقة ان الحدود المناسبة الوحيدة التي ستفصل اسرائيل عن الضفة الغربية هي الخط الاخضر (حدود الرابع من حزيران 1967) وهي التي تشكل القاعدة لكل اتفاق مستقبلي. من الممكن ويجب تنفيذ تعديلات في الاماكن التي توجد فيها كتل استيطانية، وقد وافق الفلسطينيون على هذا المبدأ. والاسئلة التي ما زالت مفتوحة هي ما اذا كنا نحن مستعدين لذلك. متى سيحصل ذلك، وكم من الدماء ستسفك حتى ذلك الحين؟! ترجمة : نشرة المصدر
|
|